بكلماتٍ نابعةٍ من صميمِ القلب ومشاعر جيّاشة، ألقى ممثل الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا خطبة الجمعة الوداعية الأخيرة له إيذاناً بانتهاء مهامّه في هذا البلد؛ حيث عبّر عن اعتزازه بشرف الخدمة بجوار المقام الزينبي وبين أبناء الشعب السوري الصامد، مؤكداً على فخره بنيل ثقة الإمام القائد (دام ظله) ممثلاً لسماحته طوال الفترة الماضية، معتبراً نفسه أصغرَ جنود الولي الفقيه. كما استعرض مواقف الشعب السوري البطل وتضحياته طوال فترة خدمته والتي أسهمت في الحفاظ على المقدسات. وقدم الشكر لكل من ساهم في إنجاح عمله لا سيما سماحة ولي أمر المسلمين، ودعا للتعاون مع الممثل الجديد للإمام القائد.
جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري في مصلى المقام الزينبي جنوبي العاصمة السورية دمشق (16/10/2020).
استهلّ ممثل الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا خطبته الثانية بشكر الله عز وجل على إيلائه نعمة التشرُّف بِمُجاوَرَةِ المرقدِ المبارَكِ لجبلِ الصبرِ السيدةِ زينبَ الكبرى (س) أداءً لواجبِ الخدمةِ ممثِّلاً للإمامِ الخامنئيِّ (دام ظله) في سوريا، بينَ أبناءِ هذا البلدِ الصامدِ المقاومِ عامَّةً، وأهالي المنطقةِ ومجاوري الروضةِ الزينبيةِ وزوّارِها خاصَّةً، وقال: "إنني إذ أعتبِرُ شرفَ الخدمةِ التي انطلقَتْ منذُ حوالَي خمسِ سنواتٍ، توفيقاً إلهيّاً عظيماً، ما كانَ لِيتحقَّقَ لولا بركةُ دعاءِ صاحبةِ هذا المقامِ الطاهرِ، أجِدُ لِزاماً على نفسي، وعملاً بحديثِ إمامِنا الرضا (ع): "مَنْ لَمْ يَشْكُرِ اَلْمُنْعِمَ مِنَ اَلْمَخْلُوقِينَ لَمْ يَشْكُرِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ"، أن أؤكِّدَ حقيقةً ساطعةً؛ وهي أنّ حضورَ العبدِ الفقيرِ طوالَ تلك الفترةِ، لم يكن ذا طابَعٍ شخصيٍّ أبداً، بل ذا صبغةٍ ذاتِ صِلةٍ بالشخصيّةِ التي منحَتها لي الثقةُ الغاليةُ من لَدُنْ سماحةِ وليِّ أمرِ المسلمين إمامِنا الخامنئيِّ (دام ظله)؛ إذ لولاها لَما حظِيتُ باستقبالِ أبناءِ هذا البلدِ العزيزِ وترحيبِهم، فضلاً عن احتضانِهم ومحبَّتِهِم وإخلاصِهِم". وأضاف سماحته: لقد كان يُنظَرُ إليَّ ممثِّلاً للإمام القائد (حفظه الله ورعاه) وكلِّ ما يجسِّدُ من كريمِ الخِصالِ ونبيلِ السجايا وعظيمِ القِيَمِ، وإلا فما أنا لولا ولايةُ الفقيهِ التي تمثِّلُ امتداداً لولايةِ المعصومين (ع) التي تتربَّعُ على قمّةِ القِيَمِ التي نعتزُّ بالتمسُّكِ بها"
ثم استعرض سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري محطاتٍ في مسيرة خدمته ممثلاً للولي الفقيه في سوريا، مشيداً بتضحيات المجاهدين والشهداء، وقال: "لقد كانت تلك السنواتُ الخمسُ من حياتي فصلاً زاهراً من حياتي؛ إذ كان التوفيقُ حليفي كي أشهدَ مَلاحِمَ العزِّ والفَخارِ جهاداً ومواجهةً في مقابِلِ التكفيرِ والإرهابِ وأعداءِ الدينِ والإنسانيةِ. وإن كنتُ لا أدّعي شرفَاً سبقني إليه أولئك المجاهدون الحقيقيون الأفذاذُ الذين بذلوا مُهَجَهُمْ دفاعاً عن هذا المقامِ والحرَمِ وحُرُماتِ هذه الأرضِ الطيبةِ وقيمِها ومقدَّساتِها، لم يتزحزحوا عن مواقفهم ومواقعِهم، وقضى كثيرٌ منهم نَحبَهُ شهداءَ في ردِّ حملاتِ برابِرَةِ الاستكبارِ والصهيونيةِ والرجعيةِ... أمّا قِسطي في هذه المَلاحِمِ، فقد كانَ ضئيلاً لم يَتَعَدَّ مشاركةَ أولئك الأبطالِ آمالَهم وآلامَهُم، توفيقاً من اللهِ ولطفاً منه عليَّ أنْ شَمَمْتُ عبيرَ الجِنانِ بالقُربِ منهم". وأضاف: "ولم أبرَحْ في تلك المرحلةِ أدعو اللهَ أن يحقِّقَ إحدى أمنياتي بالجهادِ والشهادةِ، ولكنْ لم تتعلَّقْ إرادةُ اللهِ بها... فوا أَسَفاهُ أن لا أجدَ لنفسي مكاناً في قافلةِ الشهداءِ! ولا أَمَلَ لي سوى نيلِ شفاعتِهِم ببركةِ تلك الأيامِ واللحظاتِ التي وُفِّقْتُ فيها لمرافقتِهم"
واستذكر متولي مصلى المقام الزينبي المواقف المفصلية التي مرت على الشعب السوري طوال فترة الحرب الإرهابية الشرسة عليه، والتي كشفَت معادِنَ هذا الشعبِ الأصيلةَ؛ حيث لم تزده المصائب والمحن إلا وفاءً وإخلاصاً لنهج المقاومة، وقال: "لن أنسى الموقفَ التاريخيَّ لأولئكَ المظلومينَ الأبطالِ من أبناء المناطق التي قاست الحصار والجوع والقتل من الإرهابيين التكفيريين، حين ضربَت السيولُ مناطقَ كثيرةً من الجمهورية الإسلاميةِ وألحقَت خسائرَ هائلةً، كيف زارني في المكتب عددٌ من أهالي تلك المناطقِ المحاصَرةِ متضامنين مواسين، ويسلِّمونني مساعداتٍ نقديةً كي أرسلَها لأشقائهم الإيرانيين.ولما سألتُهم كي يُعَرِّفوني عن أنفسهم، أجابوا: نحن أولئك الذين ما قصَّرَت الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ في الوقوفِ إلى جانبِ دولتنا في المساعدةِ طيلةَ فترةِ الحصارِ".
وعبّر إمام وخطيب الجمعة في مصلى المقام الزينبي عن تأثّره لفراق هذا البلد وأبنائه الأوفياء الذين وصفهم بالأهل الكرام، وقال: "لقد انقضَت تلك السنواتُ الخمسُ بكلِّ حلوِها ومُرِّها، وها قد جاء اليومُ الذي أخطُبُ فيه الخطبةَ الثالثةَ والتسعينَ بعد المائةِ في مصلى المقامِ الزينبيِّ الطاهرِ، إيذاناً بانتهاءِ مهامّي، مودِّعاً إياكم أيها الأعزاءُ والأحبّةُ، لأُقفِلَ راجعاً إلى بلدي الجمهورية الإسلامية الإيرانيةِ، تاركاً جزءاً من قلبي لديكم، حاملاً أجملَ ذكرياتي عنكم وعن بلادكم. وكما يقال: "مفارقه الاحبة اصعب من الموت"... ولا يبقى لي سوى أن أشكرَ اللهَ تعالى على توفيقه إيايَ في الخدمة طوالَ السنواتِ الخمسِ الماضيةِ... ثم الشكرُ لسيدتَيَّ زينبَ الكبرى ورقيةَ العزيزةِ (ع) على قبولي مجاورةَ مقامَيهِما... والشكرُ لكم يا أهليَ الأعزاءَ من أبناءِ سوريا العزيزةِ على قبولي بينكم والعيشِ في ظَهرانيكم وكرمِ استقبالِكم ووِفادَتِكم في بلدكم ومدينتكم وبلدتِكم... وإن بدرَ مني أيُّ تقصيرٍ أو قصورٍ فأستغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه أولاً وأستميحُ العذرَ من صاحبةِ المقامِ ثانياً، ثم أطلبُ منكم ألّا تنسوني من لطفكم وعفوكم... فلن أنساكم وأفضالَكم، فلا تنسوني من صالح دعواتكم..."
ودعا سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري في ختام خطبته للتعاون مع الممثل الجديد لسماحة الإمام القائد في سوريا، وقال: "أحيطكم علماً بأن الممثل الجديدَ لإمامنا الخامنئي (دام ظله) في سوريا، سماحةَ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ صفار الهرندي سيستلِمُ مهامَّهُ الأسبوعَ القادمَ، وسيؤمُّ المصلين لصلاة الجمعة القادمةِ إن شاء الله. وأطلبُ منكم أن تحيطوه بأكثرَ مما أحطتموني من محبةٍ ودعمٍ؛ فهو ممثلُ إمامِنا القائدِ الذي يستأهِلُ منا الكثيرَ الكثيرَ".
جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري في مصلى المقام الزينبي جنوبي العاصمة السورية دمشق (16/10/2020).
استهلّ ممثل الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا خطبته الثانية بشكر الله عز وجل على إيلائه نعمة التشرُّف بِمُجاوَرَةِ المرقدِ المبارَكِ لجبلِ الصبرِ السيدةِ زينبَ الكبرى (س) أداءً لواجبِ الخدمةِ ممثِّلاً للإمامِ الخامنئيِّ (دام ظله) في سوريا، بينَ أبناءِ هذا البلدِ الصامدِ المقاومِ عامَّةً، وأهالي المنطقةِ ومجاوري الروضةِ الزينبيةِ وزوّارِها خاصَّةً، وقال: "إنني إذ أعتبِرُ شرفَ الخدمةِ التي انطلقَتْ منذُ حوالَي خمسِ سنواتٍ، توفيقاً إلهيّاً عظيماً، ما كانَ لِيتحقَّقَ لولا بركةُ دعاءِ صاحبةِ هذا المقامِ الطاهرِ، أجِدُ لِزاماً على نفسي، وعملاً بحديثِ إمامِنا الرضا (ع): "مَنْ لَمْ يَشْكُرِ اَلْمُنْعِمَ مِنَ اَلْمَخْلُوقِينَ لَمْ يَشْكُرِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ"، أن أؤكِّدَ حقيقةً ساطعةً؛ وهي أنّ حضورَ العبدِ الفقيرِ طوالَ تلك الفترةِ، لم يكن ذا طابَعٍ شخصيٍّ أبداً، بل ذا صبغةٍ ذاتِ صِلةٍ بالشخصيّةِ التي منحَتها لي الثقةُ الغاليةُ من لَدُنْ سماحةِ وليِّ أمرِ المسلمين إمامِنا الخامنئيِّ (دام ظله)؛ إذ لولاها لَما حظِيتُ باستقبالِ أبناءِ هذا البلدِ العزيزِ وترحيبِهم، فضلاً عن احتضانِهم ومحبَّتِهِم وإخلاصِهِم". وأضاف سماحته: لقد كان يُنظَرُ إليَّ ممثِّلاً للإمام القائد (حفظه الله ورعاه) وكلِّ ما يجسِّدُ من كريمِ الخِصالِ ونبيلِ السجايا وعظيمِ القِيَمِ، وإلا فما أنا لولا ولايةُ الفقيهِ التي تمثِّلُ امتداداً لولايةِ المعصومين (ع) التي تتربَّعُ على قمّةِ القِيَمِ التي نعتزُّ بالتمسُّكِ بها"
ثم استعرض سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري محطاتٍ في مسيرة خدمته ممثلاً للولي الفقيه في سوريا، مشيداً بتضحيات المجاهدين والشهداء، وقال: "لقد كانت تلك السنواتُ الخمسُ من حياتي فصلاً زاهراً من حياتي؛ إذ كان التوفيقُ حليفي كي أشهدَ مَلاحِمَ العزِّ والفَخارِ جهاداً ومواجهةً في مقابِلِ التكفيرِ والإرهابِ وأعداءِ الدينِ والإنسانيةِ. وإن كنتُ لا أدّعي شرفَاً سبقني إليه أولئك المجاهدون الحقيقيون الأفذاذُ الذين بذلوا مُهَجَهُمْ دفاعاً عن هذا المقامِ والحرَمِ وحُرُماتِ هذه الأرضِ الطيبةِ وقيمِها ومقدَّساتِها، لم يتزحزحوا عن مواقفهم ومواقعِهم، وقضى كثيرٌ منهم نَحبَهُ شهداءَ في ردِّ حملاتِ برابِرَةِ الاستكبارِ والصهيونيةِ والرجعيةِ... أمّا قِسطي في هذه المَلاحِمِ، فقد كانَ ضئيلاً لم يَتَعَدَّ مشاركةَ أولئك الأبطالِ آمالَهم وآلامَهُم، توفيقاً من اللهِ ولطفاً منه عليَّ أنْ شَمَمْتُ عبيرَ الجِنانِ بالقُربِ منهم". وأضاف: "ولم أبرَحْ في تلك المرحلةِ أدعو اللهَ أن يحقِّقَ إحدى أمنياتي بالجهادِ والشهادةِ، ولكنْ لم تتعلَّقْ إرادةُ اللهِ بها... فوا أَسَفاهُ أن لا أجدَ لنفسي مكاناً في قافلةِ الشهداءِ! ولا أَمَلَ لي سوى نيلِ شفاعتِهِم ببركةِ تلك الأيامِ واللحظاتِ التي وُفِّقْتُ فيها لمرافقتِهم"
واستذكر متولي مصلى المقام الزينبي المواقف المفصلية التي مرت على الشعب السوري طوال فترة الحرب الإرهابية الشرسة عليه، والتي كشفَت معادِنَ هذا الشعبِ الأصيلةَ؛ حيث لم تزده المصائب والمحن إلا وفاءً وإخلاصاً لنهج المقاومة، وقال: "لن أنسى الموقفَ التاريخيَّ لأولئكَ المظلومينَ الأبطالِ من أبناء المناطق التي قاست الحصار والجوع والقتل من الإرهابيين التكفيريين، حين ضربَت السيولُ مناطقَ كثيرةً من الجمهورية الإسلاميةِ وألحقَت خسائرَ هائلةً، كيف زارني في المكتب عددٌ من أهالي تلك المناطقِ المحاصَرةِ متضامنين مواسين، ويسلِّمونني مساعداتٍ نقديةً كي أرسلَها لأشقائهم الإيرانيين.ولما سألتُهم كي يُعَرِّفوني عن أنفسهم، أجابوا: نحن أولئك الذين ما قصَّرَت الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ في الوقوفِ إلى جانبِ دولتنا في المساعدةِ طيلةَ فترةِ الحصارِ".
وعبّر إمام وخطيب الجمعة في مصلى المقام الزينبي عن تأثّره لفراق هذا البلد وأبنائه الأوفياء الذين وصفهم بالأهل الكرام، وقال: "لقد انقضَت تلك السنواتُ الخمسُ بكلِّ حلوِها ومُرِّها، وها قد جاء اليومُ الذي أخطُبُ فيه الخطبةَ الثالثةَ والتسعينَ بعد المائةِ في مصلى المقامِ الزينبيِّ الطاهرِ، إيذاناً بانتهاءِ مهامّي، مودِّعاً إياكم أيها الأعزاءُ والأحبّةُ، لأُقفِلَ راجعاً إلى بلدي الجمهورية الإسلامية الإيرانيةِ، تاركاً جزءاً من قلبي لديكم، حاملاً أجملَ ذكرياتي عنكم وعن بلادكم. وكما يقال: "مفارقه الاحبة اصعب من الموت"... ولا يبقى لي سوى أن أشكرَ اللهَ تعالى على توفيقه إيايَ في الخدمة طوالَ السنواتِ الخمسِ الماضيةِ... ثم الشكرُ لسيدتَيَّ زينبَ الكبرى ورقيةَ العزيزةِ (ع) على قبولي مجاورةَ مقامَيهِما... والشكرُ لكم يا أهليَ الأعزاءَ من أبناءِ سوريا العزيزةِ على قبولي بينكم والعيشِ في ظَهرانيكم وكرمِ استقبالِكم ووِفادَتِكم في بلدكم ومدينتكم وبلدتِكم... وإن بدرَ مني أيُّ تقصيرٍ أو قصورٍ فأستغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه أولاً وأستميحُ العذرَ من صاحبةِ المقامِ ثانياً، ثم أطلبُ منكم ألّا تنسوني من لطفكم وعفوكم... فلن أنساكم وأفضالَكم، فلا تنسوني من صالح دعواتكم..."
ودعا سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري في ختام خطبته للتعاون مع الممثل الجديد لسماحة الإمام القائد في سوريا، وقال: "أحيطكم علماً بأن الممثل الجديدَ لإمامنا الخامنئي (دام ظله) في سوريا، سماحةَ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ صفار الهرندي سيستلِمُ مهامَّهُ الأسبوعَ القادمَ، وسيؤمُّ المصلين لصلاة الجمعة القادمةِ إن شاء الله. وأطلبُ منكم أن تحيطوه بأكثرَ مما أحطتموني من محبةٍ ودعمٍ؛ فهو ممثلُ إمامِنا القائدِ الذي يستأهِلُ منا الكثيرَ الكثيرَ".