القسم الإعلامي بمكتب الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا
أكّد ممثل الإمام القائد (دام ظله) في سوريا على المعنى الحقيقي للنصر والمتمثل بتحقق الأهداف السامية واستمرار النهج مهما بلغت التضحيات، ونوّه بالنفَس الطويل لمحور المقاومة في مسار الصراع مع المشروع الصهيوأمريكيِّ، مشيراً إلى أنّ الانتصار النهائي الحاسم ثمرة التضحية والشهادة لا الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
جاء ذلك في خطبة الجمعة السياسية التي ألقاها سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري بمصلى المقام الزينبي (25/9/2020). ▪️وقد استعرض إمام وخطيب الجمعة بمصلى مقام السيدة زينب (ع) مفهوم النصر الحقيقي الذي وصفه بأنه أوسعُ وأعمقُ من اختزالِه بالغلَبةِ الظاهريةِ؛ حيث قال: "لقد علَّمَتنا تجارُبُ التاريخِ أنّ هناكَ مَن نالَ شرفَ الشهادةِ على يدِ عدوِّهِ فانتصر. ولنا في عاشوراءَ أسطَعُ برهانٍ ودليلٍ على انتصارِ الدمِ الحسينيِّ على السيفِ اليزيديِّ؛ فقد رُمِيَ السيفُ اليزيديُّ في مَزابِلِ التاريخِ وطواهُ النِّسيانُ، بينما خُلِّدَ الدمُ الحسينيُّ الطاهر على مَدى الأزمانِ، ليرتفِعَ الخِطابُ الحسينيُّ منارةً تهدي الأجيالَ والأحرارَ نحو قِيمِ الشهامةِ والبسالةِ والشجاعةِ والإباءِ والإيثارِ والتضحيةِ في سبيل الله".
وأضاف سماحته: "إنّ النصرَ الحقيقيَّ لا يُقاسُ بالمعاييرِ المادّيّةِ، بل بمَدى تحقُّقِ الهدفِ وخلودِ الرسالةِ واستمرارِ النهجِ، وإن كان الثمنُ أوصالاً مقطَّعةً وأجساماً مُرَمَّلةً ورؤوساً مرفوعةً على أسِنَّةِ الرماحِ".
وعرّج سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري على الدروس والعبر المستفادة من ذكرى أسبوع الدفاع المقدس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: "ونحن نُحْيي هذه الأيامَ ذكرى الدفاعِ المقدَّسِ الذي خاضَته الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ في مواجهةِ العدوانِ الصدّاميِّ، نستذكِرُ معانيَ النصرِ الحقيقيِّ الذي تحقَّقَ بدماء الشهداءِ ببلوغِ الهدفِ الذي جاهدوا في سبيله. ناهيكُم عمّا لحِقَ بالأمريكانِ الذين دعموا المعتدينَ من هزيمةٍ حين فقدَت مصداقيتَها بين الشعوب وصارت تحسِبُ ألفَ حسابٍ لقوةِ الجمهورية الإسلاميةِ ومحورِ المقاومةِ قبل ارتكابِ أيِّ حماقةٍ، في أجلى تعبيرٍ عن الانتصار الذي بشَّرَ به إمامُنا الخمينيُّ (رض) حين قال:(لن تتجرَّأَ أمريكا على ارتكاب أيِّ حماقةٍ)".
وأكّد ممثل الولي الفقيه في سوريا على ثبات أبناء محور المقاومة في التمسك بالمبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء رغم شدة الضغوط والتحديات، داعياً إصرارهم على رفض المساومة مع الكيان الصهيوني الغاصب بأعظم إنجاز وانتصار.
واستنكر سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري الخطوات التطبيعية الأخيرة مع العدو الصهيوني، وقال: "على دعاة التطبيع والموقعين على اتفاقاته أن يعلموا بأنّ فرضَ مزيدٍ من الضغوطِ على الفلسطينيين والتسويةَ مع الكيان الغاصبِ بالتوقيع على معاهداتِ التطبيعِ الذليلةِ لن يحقِّقَ لهم النصرَ؛ فقد أخطؤوا العنوانَ، وأيَّ خطأٍ لا يُغتَفَرُ ارتكبوا! فالنصرُ الحقيقيُّ في ميادينِ المقاومةِ والصمودِ في سوريا ولبنان والبحرين وفلسطين والعراقِ على يدِ الشعوبِ الأبِيَّةِ، لا في حدائقِ البيتِ الأبيضِ وَسطَ مَظاهِرِ الذلّةِ والمَهانَةِ".
وختم سماحته: "إنّ شعوبَ منطقتنا أشرفُ من أن تلوِّثَ تاريخَها بالتسويةِ مع العدوِّ الصهيونيِّ. ولَئِنْ منعَتها شدةُ الحصارِ والتضييقِ من التعبيرِ عن رفضها للتطبيعِ بشكلٍ واضحٍ، إلا أنّ الأيامَ القادمةَ سوف تؤكِّدُ أنه لا يَصِحُّ إلا الصحيحُ. ومن باعَ شرفَهُ للكيان الصهيوني تطبيعاً لا يمثِّلُ إلا نفسه، وسيندمُ على فِعلَتِهِ ولاتَ حينَ مَندَمٍ!".