2024 March 19 - ‫الاثنين 09 رمضان 1445
في خطبة الجمعة بمصلى المقام الزينبي آية الله الطباطبائي الأشكذري: "إن ما يربط المؤمنين بالإمام الحسين (ع) أزليٌّ لا يزولُ؛ فزيارته رمزٌ لحلقة الوصل التي تربط الأمة الإيمانية بإمامها"
رقم المطلب: ٩٠٦ تاریخ النشر: ٢١ صفر ١٤٤٢ - ١٧:٤٧ عدد المشاهدة: 714
أخبار خاصة » عام
في خطبة الجمعة بمصلى المقام الزينبي آية الله الطباطبائي الأشكذري: "إن ما يربط المؤمنين بالإمام الحسين (ع) أزليٌّ لا يزولُ؛ فزيارته رمزٌ لحلقة الوصل التي تربط الأمة الإيمانية بإمامها"

أكد ممثل الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا على أهمية زيارة الأربعين للإمام الحسين (ع) وخصائصها الفريدة، واستعرض الأسباب التي جعلت منها رمزاً للخلود والولاء والإخلاص ومقدّمةً أساسيةً لبناء المجتمع الإلهي الموعود.

جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحته في مصلى مقام السيدة زينب (ع) جنوبي العاصمة السورية دمشق (9/10/2020)؛ حيث بدأ كلامه بالحديث عن زيارة الأربعين، قائلاً: "عشنا أمسِ يوماً عظيماً من أيامِ الله؛ ألا وهو يوم أربعين الحسين (ع)، والذي يعدُّ الوحيدَ الذي يقامُ لشخصٍ كالإمام الحسين (ع) في تاريخ الإسلام؛ إذ لم يثبتْ لأحدٍ سواه. الأمرُ الذي يجعلُ من يوم الأربعين حدثاً فريداً وعظيماً في آنٍ معاً؛ حيث تتّجه أنظارُ العالمِ فيه نحو الحسين (ع)".

وأشاد متولي مصلى المقام الزينبي الطاهر بكرم الضيافة التي يبديها أبناء الشعب العراقي تجاه زوار الأربعين سنوياً، وتأثّرهم هذا العام بظروف كورونا، وقال: "كانت زيارة الأربعين تستقطب طوالَ السنوات الماضية الملايينَ من الزوار في كربلاءَ؛ يستضيفهم خلالها أبناءُ الشعبِ العراقيِّ الشقيقِ العزيز والكريم، في ظاهرةٍ أقربَ للإعجازِ، إلا أن ظروف كورونا هذا العامَ حالَت دونَ استقبال الزوار غير المحليين، ما حزَّ في نفوس العراقيين قبل أولئك الزوار أنفسِهم".

وأردف سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري بالقول: "مع ذلك كلِّه، فإننا على يقينٍ بأنّ إغلاق الطرق نحو كربلاء من خارج العراق، لم توصِد أبوابَ الحرم أمامَ قلوب العاشقين حول العالم، فطافت قلوبهم حول الضريح لتذرفَ دموعَ الولاء والمودة والإخلاص، مجدِّدةً بيعتها وعهدها مع مولاها، مُردِّدةً بأصوات أفئدتها: لبيك يا حسين... ولا شكّ أنّ الملَكَ فطرس أدى واجبه الموكَل به بإيصال تلك التلبيةِ لسيد الشهداء (ع) عملاً بالتعهد الذي قطعه على نفسه حين ولادة الحسين (ع) أمام جده (ص)، حين قال؛ "لَهُ عَلَيَّ مُكَافَاةٌ أَلاَّ يَزُورَهُ زَائِرٌ إِلاَّ أَبْلَغْتُهُ عَنْهُ وَ لاَ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ مُسَلِّمٌ إِلاَّ أَبْلَغْتُهُ سَلاَمَهُ وَ لاَ يُصَلِّي عَلَيْهِ مُصَلٍّ إِلاَّ أَبْلَغْتُهُ صَلاَتَهُ ثُمَّ اِرْتَفَعَ"".

واستعرض ممثل الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا جوانب من الحقائق الكامنة في زيارة الأربعين، ولا سيما على مستوى ربط الأمة بإمامها، فقال: "إن ما يربط المؤمنين الموالين بحسينهم أزليٌّ لا يزولُ؛ فزيارته رمزٌ لحلقة الوصل التي تربط الأمة الإيمانية بإمامها، فلو انكسرت تلك الحلقةُ -ولن تنكسرَ- لهَوَت الأمة نحو الهلاك".

وأضاف سماحته: "ألم تروا البارحةَ إمامَنا الخامنئي (دام ظله) في الأربعين، ومن قبلُ في عاشوراء، وقد جلس وحيداً يستمع لمصيبة جده الحسين (ع) إحياءً لذكره ومجلسه، تأكيداً على أهميةِ المحافظة على حلقة الوصل تلك مهما اشتدت الخطوبُ، تجسيداً لكلام صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج): "فلأندبنك صباحاً و مساءً"".

وربط سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري بين الارتباط بالنهج الحسيني من جهة والتمهيد للظهور من جهة أخرى، فقال: "إن على حلقة الوصل تلك أن تبقى للأبد، استعداداً لخلق العالم الجديد على يد المصلح العالمي المنتظر. ولن ينالَ شرفَ الالتحاق بفسطاطه وتلبية ندائه، إلا من نادى من قبلُ: لبيك يا حسين، حتى يستأهل النداء: لبيك يا صاحب الزمان".

وختم سماحته بالقول: "إن شعار (لبيك يا حسين) في عصر الغيبة، هو مقدمة للظهور وتحديد للعهد والبيعة، بالتعبير عن الاستعداد لنصرته واستقباله والانضواء تحت لوائه. وإن زيارة الأربعين حضورياً وعن بُعدٍ معاً، ما هي إلا عملية تأهيلٍ مجتمعيٍّ لتحقيق الظهور والتمهيد له؛ فالمجتمعُ المهدويُّ لا يتحقق إلا بمعرفة معالم النهضة الحسينية".

















Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین