2024 March 19 - ‫الاثنين 09 رمضان 1445
کیف یمکن لنا ان نعلم ان الامام المهدی(ع) قد رضی عنا ام لم یرض؟
رقم المطلب: ٢١ تاریخ النشر: ٠٧ ذیحجه ١٤٣٧ - ٠٣:٢٥ عدد المشاهدة: 1254
السؤال و الإجابة » عام
کیف یمکن لنا ان نعلم ان الامام المهدی(ع) قد رضی عنا ام لم یرض؟

کیف یمکن لنا ان نعلم انه(ع) قد رضی عنا او هل هو راض عنا ام لم یرض؟ هل یمکن لنا الوصول و العلم برضاه ام لا؟ و کیف ینبغی لنا ان نعمل فی اخلاقنا و سیرتنا و حتی یرضی عنا؟

واما فی جواب هذه المسائل المهمه و هذه المترکزات الذهنیه، یمکن ان نقول بجوابین:

الاول: جواب اجمالی والثانی جواب تفصیلی.

اما الجواب الاجمالی فهو انه لاشک فی ان رضی الامام لایتجاوز و لاینقص عن رضی الله تعالی، و لذلک فکل فعل و قول و عمل یرضی به الله عزوجل فقد یرضی به الامام المنصوب من الله تعالی، لانه(ع) وکیل من الله عزوجل و والوکیل لایرید الا ما اراده الموکل، والولی لا یرید الا ما اراد من ولاه.

فعلی هذا ان رضی ولی الله فی زمنا الذی کان زمن الغیبه، لا یتحصل الا بطاعه الله جل و علا و هکذا غضبه لا یتحصل الا بترک طاعته عزوجل.

ایها المصلون!

اما الجواب التفصیلی لهذا السوال فهو انه قد ورد فی الاخبار والروایات الصادره عن النبی الاعظم(ص) و الائمه المعصومین(ع) موارد کثیره لتحصیل رضی الامام بعنوان السبب و الموجب لرضی الله تعالی، و الیوم احب ان اتعرض لبعضها فی هذا المجال المضیق.

الاول: معرفه الامام (ع)

عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ : مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ فَمَوْتُهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَ لَا يُعْذَرُ النَّاسُ حَتَّى يَعْرِفُوا إِمَامَهُمْ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ لَا يَضُرُّهُ تَقَدُّمُ هَذَا الْأَمْرِ أَوْ تَأَخُّرُهُ وَ مَنْ مَاتَ عَارِفاً لِإِمَامِهِ كَانَ كَمَنْ هُوَ مَعَ الْقَائِمِ فِي فُسْطَاطِه‏ .

المحاسن ، 155 عنه البحار ، ج23 ، ص77 ، ح‏6.

فقد یظهر لکل من تامل فی هذا الحدیث، کلام الامام الباقر(ع) ، بان رضی الامام مکنون فی معرفه الامومنین به (ع)، لان ارسال الرسل و تعیین الامام من قبله تعالی ، لاجل معرفه الناس به، و اذا لم یعرفوه فقد کان الامر لغوا، و اللغو لایصدر عن الحکیم تعالی.

و عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَطَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ مَا خَلَقَ الْعِبَادَ إِلَّا لِيَعْرِفُوهُ فَإِذَا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ فَإِذَا عَبَدُوهُ اسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي فَمَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ قَالَ مَعْرِفَةُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ إِمَامَهُمُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِمْ طَاعَته

علل الشرايع ، ص 9 عنه البحار ، ج 5 ، ص312 ، ح‏1.

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- « وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها » قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّتِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا .

الكافى ، ج 1 ، ص 143.

و ایضا ورد عن الامام علی(ع) قال: ... فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاه‏ .

فبالنتیجه ان حصول المعرفه بالامام و شانه و مقامه و معارفه سبب لحصول رضاه و حصول رضاه سبب لحصول رضی الله تعالی.

الثانی: انتظار الفرج‏

المورد الثانی الذی کان سببا لتحصیل رضی الامام الفائب هو الانتظار لفرجه الشریف، فقد روی عن ابی خالد الکابلی عن الامام علی بن الحسین(ع) حیث قال فی شان المنتظرین فی غیبته:

يَا أَبَا خَالِدٍ إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَيْبَتِهِ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَتِهِ الْمُنْتَظِرُونَ لِظُهُورِهِ أَفْضَلُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَعْطَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ وَ الْأَفْهَامِ وَ الْمَعْرِفَةِ مَا صَارَتْ بِهِ الْغَيْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُشَاهَدَةِ وَ جَعَلَهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِينَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص بِالسَّيْفِ أُولَئِكَ الْمُخْلَصُونَ حَقّاً وَ شِيعَتُنَا صِدْقاً وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِ اللَّهِ سِرّاً وَ جَهْراً وَ قَالَ (عليه السلام) انْتِظَارُ الْفَرَجِ مِنْ أَعْظَمِ الْفَرَج .

بحار الأنوار ، ج52 ، ص122 .

فالانتظار الحقیقی یوجب سرور وجه الامام الغائب و رضی قلبه الشریف و بالتالی یوجب رضی الله تعالی.

الثالث: الدعاء لتعجیل فرجه الشریف

و هذا المورد خصوصا من وصایا نفس الامام(ع) حیث قال(ع):

وَ أَكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِيلِ الْفَرَج‏ . بحار الأنوار ، ج52 ، ص92 ، ح‏7 .

و روی الشیخ الصدوق رحمه الله فی کتابه كمال الدين و تمام النعمه عن احمد بن اسحاق عن الامام الحسن العسكري عليه السلام بانه قال:

وَاللَّهِ لَيَغِيبَنَّ غَيْبَةً لَا يَنْجُو فِيهَا مِنَ التَّهْلُكَةِ إِلَّا مَنْ يُثْبِتُهُ اللَّهُ عَلَى الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَوَفَّقَهُ لِلدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ فَرَجِه‏ .

كمال الدين ، ص 384 و بحار الأنوار ، ج52 ، ص25، ح‏16.

فعلیکم ایها الاخوه والاخوات بالدعاء لتعجیل الفرج لصاحب العصر الزمان(ع).

الرابع: التلبس بلباس الحزن فی زمن غیبته و لاجل غیبته(ع)

بما ان الغیبه کانت فصلا و فراقا بیننا و بین صاحبنا ، و کانت فصلا بین الامه و الامام(ع) فلا محاله تکون ایامها ایام حزن و غم

عَنْ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو بَصِيرٍ وَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَلَى مَوْلَانَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَرَأَيْنَاهُ جَالِساً عَلَى التُّرَابِ وَ عَلَيْهِ مِسْحٌ خَيْبَرِيٌّ مُطَوَّقٌ بِلَا جَيْبٍ مُقَصَّرُ الْكُمَّيْنِ- وَ هُوَ يَبْكِي بُكَاءَ الْوَالِهِ الثَّكْلَى ذَاتَ الْكَبِدِ الْحَرَّى قَدْ نَالَ الْحُزْنُ مِنْ وَجْنَتَيْهِ وَ شَاعَ التَّغَيُّرُ فِي عَارِضَيْهِ وَ أَبْلَى الدُّمُوعُ مَحْجِرَيْهِ وَ هُوَ يَقُولُ سَيِّدِي غَيْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِي وَ ضَيَّقَتْ عَلَيَّ مِهَادِي وَ أَسَرَتْ

مِنِّي رَاحَةَ فُؤَادِي سَيِّدِي غَيْبَتُكَ أَوْصَلَتْ مُصَابِي بِفَجَائِعِ الْأَبَدِ وَ فَقْدُ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ يُفْنِي الْجَمْعَ وَ الْعَدَدَ فَمَا أُحِسُّ بِدَمْعَةٍ تَرْقَى مِنْ عَيْنِي وَ أَنِينٍ يَفْتُرُ مِنْ صَدْرِي عَنْ دَوَارِجِ الرَّزَايَا وَ سَوَالِفِ الْبَلَايَا إِلَّا مُثِّلَ لِعَيْنِي عَنْ عَوَائِرِ أَعْظَمِهَا وَ أَفْظَعِهَا وَ تَرَاقِي أَشَدِّهَا وَ أَنْكَرِهَا وَ نَوَائِبَ مَخْلُوطَةٍ بِغَضَبِكَ وَ نَوَازِلَ مَعْجُونَةٍ بِسَخَطِك .

كمال الدين ، ص 352 و بحار الأنوار ، ج51 ، ص219 ، ح‏9 .

الخامس: التثبت و البقاء علی العهد الذی عاهدناه

الذی ورد فی الاخبار ان لکل امام عهدا و عقدا فی عنق اولیائه و شیعته و اتباعه و لایتحص رضاه(ع) لاحد الا بعد الاستقرار علی عهده و العمل بما عهده.

و من هذه الجهه اسس دعاء باسم دعاء العهد و یوصینا بقرائته کل یوم و ورد فیه: اللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِي هَذَا وَ مَا عِشْتُ مِنْ أَيَّامِي عَهْداً وَ عَقْداً وَ بَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لَا أَحُولُ عَنْهَا وَ لَا أَزُولُ أَبَدا .

بحار الأنوار ، ج53 ، ص 96 .

السادس: الالتزام بالتقوی و الورع

ورد عن الامام الصادق(ع): من سرّه ان يكون من اصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع و محاسن الاخلاق و هو منتظر. غيبة نعمانى! ص 200.

فلذا ان التقوی و الورع مضاف الی انهما من احسن الاعمال و افضلها ، یکون موجبا لتحصیل رضی الامام الغائب عج الله تعالی فرجه الشریف.

نسال الله تعالی ان یوفقنا علی توفیقات هامه فی زمن الغیبه، التی کانت من اهمها رعایه التقوی و الورع، و نسال الله تعالی ان یجعلنا فی حلقه المنتظرین لفرجه الشریف و ان یوفقنا بالعمل بوظائفنا الدینینه و الاجتماعیه فی هذا الزمن، الذی قد صعب علی کل مومن صیانه دینه.



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین