2024 March 19 - ‫الاثنين 09 رمضان 1445
ما هو دور الظن فی دوام الاسره و بقائها؟
رقم المطلب: ١٠٢ تاریخ النشر: ٢٩ محرم ١٤٣٨ - ٠٠:٤٧ عدد المشاهدة: 1503
السؤال و الإجابة » عام
ما هو دور الظن فی دوام الاسره و بقائها؟

الجواب:

قد رغب الاسلام بحسن الظن و ترک سوء الظن فی جمیع الامور خصوصا فی الامور الاسریه.

وقال أبو الحسن الهادى‏عليه السلام: إذا كان زمانٌ، العدل فيه أغلب من الجور، فحرام أن تظنّ بأحد سوءاً حتّى تعلم ذلك منه.

 وإذا كان زمان، الجور فيه أغلب من العدل، فليس لأحد أن يظنّ بأحد خيراً حتّى يبدو ذلك منه.

نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 142، ح 28.  أعلام الدين: 312، س 1.

لان حسن الظن یوجب بروز حاله المحبه و الوثوق و الاعتماد و الطمانینه والسکینه بین اعضاء الاسره، و لان النظرة الحسنة وحسن الظن دلالة قوية على صفاء القلب الإنساني، فمن تنزه عن الرذيلة، وجاهد نفسه على هذا الطريق كان دائماً مطمئن النفس والخاطر.

و  اما سوء الظن یوجب بروز حالة النزاع الزوجي في الأسرة من خلال بعض العلل والأسباب ، فمرة يظهر سوء الظن في الجانب الاقتصادي، حيث يشعر أحد الطرفين بأن الآخر يخفي هذا الجانب دونه،

ومرة يظهر الشك في جانب آخر يرتبط بالعفة وطهارة الثوب، في حين ليس هناك سوى الشك فقط الذي ينجم عادة عن الغيرة.
ومرة يبرز سوء الظن عن الإحساس بالتآمر حيث يشكّك أحد الطرفين ويظن بأن الآخر يتآمر عليه.

و لقد وصف القرآن المجيد الرابطة بين الرجل وامرأته بعبارة جميلة ودقيقة جداً، فقال:

(هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) سورة البقرة، الآية: 187.

لان ماهیه اللباس ستر للعوره و العیوب، و ینموا الانسان بشکل جمیل و من نظر الیهما لایری منهما الا الحسن و الجمال، فاراد الله تعالی ان تکون المراه و الرجل فی حیاتهما الاسریه بهذا الشکل.

و الإمام علي (ع) ایضا قد وصف حسن الظن بعباره جمیله و قال: أفضل الورع حسن الظن .

و لکن دائمًا يقعُ بين الناس في عصرنا الحاضر في العالم الإسلامي أمرٌ سيِّئ، وطبيعة غير حبیبة ينتج عنها آثارٌ كبيرة غير حميدة في التعامُل بين الناس؛ من العداوة والحروب، وشدة البُغض، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، إلاَّ أنَّه سوءُ الظن، وما أدراكَ ما سوء الظنِّ؟!

و لاجل ذلک قد نهینا فی کتاب الله عزوجل عن سوء الظن بإخواننا المسلمين والوقوع فيهم فضلا عن اعضاء الاسره.

قال تعالی: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا) الحجرات: 12.

و من یجتنب عن سوء الظن باعضاء الاسره فقد اجتنب عن الاثم و المعصیه، لان بعض الظنون اثم واضح والعاقل لایقرب من المعصیه والذنوب.



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین