2024 March 19 - ‫الاثنين 09 رمضان 1445
لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة مع علمه بأنه يستشهد !؟
رقم المطلب: ١٢٠ تاریخ النشر: ٢٤ صفر ١٤٣٨ - ٢١:٢٩ عدد المشاهدة: 1771
السؤال و الإجابة » عام
لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام إلى الكوفة مع علمه بأنه يستشهد !؟

السائل : فرهاد . ف

شرح السؤال :

لماذا خرج الإمام عليه السلام على يزيد لعنه الله مع علمه بشهادته!؟ 

مع التحية و السلام، بعض المغرضين من الناس يسعون إلى إيجاد اشكال و نقص في سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام، فيطرحون في قناوتهم أن الإمام الحسين عليه السلام لو كان يعلم بشهادته فلماذا خرج إلى كربلاء!؟ مع أن الإضرار بالنفس من المحرمات !؟

هذا ما يقوله الجهلة

هل هذا القول صحيح !؟ لماذا!؟ 

الجواب : 

إحدی الشبهات التي يحتمل أن تشغل أذهان القارئ و السامع لمجالس العزاء للإمام الحسين عليه السلام  هي أن من يقرأ قوله تعالی: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَة»، و يری سيرة الإمام الحسين عليه السلام و خروجه على يزيد لعنه الله، يحكم عليه بأنه ألقی نفسه إلی التهلكة، لأنه ذهب إلى الموت بيده فما هو الجواب عن ذلک !؟ كيف يفعل الإمام مثل هذا الفعل و هو ابن رسول الله صل الله عليه و آله و سلم  وابن أمير المؤمنين عليه السلام و هو يعرف مسائل الدين  بأتمها !؟ 

لا بد من مقدمة حول معنی « التَّهْلُكَةِ » للحصول على جواب هذه الشبهة، لتتضح معنی التهلكة المحرمة  و من بعد ذلك نرى هل تصدق على قيام الإمام الحسين عليه السلام أو لا !؟ 

قال الله تعالی : 

وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . البقره / 195 .

المراد من« التهلكة» في الآية، كل عمل يضر الإنسان بحيث لا يمکن تحمله في الحالة العادية مثل الفقر ، المرض أو الموت . 

هذه الآية في البداية دعت الناس للإنفاق و التضحية و العطاء في سبيل الله ورضوانه ومن ثم نهتهم عن إلقاء النفس في التهلكة، فالمراد من التهلکة هنا الهلاکة الناتجة من ترك التضحية في سبيل الله. 

ثم قال «وَأَحْسِنُوا » يعنی بالتضحية في سبيل الله كونوا من المحسنين و من الواضح أنه ليس كل تضحية تكون حسنة و ليس كل عطاء محبوبا و مرضيا عند الله سبحانه و تعالى؛ لأنه لو كان الأمر هكذا لکان ما يفعله السفيه و المجنون جيدا و مقبولا !

ثم للتضحية المقبولة و المرضية عند الله سبحانه و تعالى شروط، الأهم  منها: 

1.التضحية بالنفس يجب أن تكون في سبيل يرضاه العقلاء و إلا لو خرجت من محدودة العقل و دخلت في أعمال الجنون لن تكون مرضية عند الله. 

2. يجب أن يكون ما يضحی بالنفس من أجله، أفضل من تلک النفس، مثل الإجتياز عن المال لكسب العلم أو السلامة . أو تضحي بشاة لتأمين الغذاء المحتاج، في الجملة : كل ما يكون الهدف أعلى، التضحية تكون أفضل و أكمل .

 

هذان شرطان أساسيان الذان يجب مراعاتهما لتكون التضحية بالنفس حسنة و في سبيل الله سبحانه و تعالى. 

مع هذه المقدمة اتضح جيداً، بأن قيام الإمام الحسين عليه السلام كان في سبيل الله لأنه يتوفر فيه هذان الشرطان بصورة تامة فجميع ما ضحى به الإمام عليه السلام في يوم عاشوراء كان لرضاء الله و في سبيله .

و باختصار: آية التهلکة لا تشمل کل تعريض النفس للخطر و التضحية بها ولو لهدف عظيم و شريف، فمثل قيام الإمام الحسين عليه السلام ليس حراماً لأن شروط التضحية المرضية موجودة فيه. 

إن لم تكن تضحية الإمام الحسين عليه السلام في مثل يوم عاشوراء ، لتهدم الإسلام، القران و كل ما جاء به الأنبياء تحت انقاض البدع و التشويه و الإنحرافات التي ابتدعها الخلفاء السالفون،و ما بقى أثر من ذلک . کما کان في الأديان الأخرى .

فخروج  الإمام عليه السلام كان عقلانياً و الهدف الذي ضحی من أجله الإمام كان أكثر قيمة من ولده و ماله و كل دنياه .



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین