2024 April 18 - ‫الأربعاء 09 شوال 1445
ان عاشوراء مدرسه تربویه لتربیه المجتمع
رقم المطلب: ٤٢ تاریخ النشر: ١٨ محرم ١٤٣٨ - ٠٩:٣٦ عدد المشاهدة: 1208
المقالات » عام
ان عاشوراء مدرسه تربویه لتربیه المجتمع

 

 

 

 

 

ان عاشوراء مدرسه تربویه لتربیه المجتمع

 

 

 

 

بالسعی من

السید ابوالفضل الطباطبایی الاشکذری

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ان من اهم ما یحتاج الیه البشر طیله حیاته هو النمو و التربیه والکمال، لان الانسان بذاته و فطرته طالب للکمال فی جمیع لحظات عمره ، و طالب للمشی فی حرکه صعودیه تنتهی الی اعلی مراتب الکمال و هو الالتزام بالاخلاق و المعارف الانسانیه و الاسلامیه.

بما ان الانسان فی حرکته طیله حیاته بین القوسین : قوس صعودی و قوس نزولی.

فاما القوس الصعود فهو المشی فی مسیر الهدایه المعینه من هاد صالح، و هو طریق هدایه الله تعالی و اما القوس النزول فهو المشی فی طریق الضلاله المعینه من ضال مضل، و هو الشیطان.

إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا. سوره الانسان: 3.

و واضح ان الشاکر هو المهتدی بهدایه الله و بهدایه هاد صالح من الله تعالی، یعنی بحجه من الله تعالی و اما الکفور فهو الماشی فی طریق اضلال الشیطان و اذنابه.

و بما ان الله تعالی اراد فی خلق العالم و ادارته التمشی بمشی الاسباب و العلل، یعنی لایهدی نفسا الا باسباب الهدایه و لایعطی احدا نعمه الا بطریق اعطاء النعمه، و هذا یشمل العالم المادی و المعنوی،

اما فی العالم المادی : هُوَ الَّذِى جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً وَ الْقَمَرَ نُورًا وَ قَدَّرَهُ‏و مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَ لِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْأَيَتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (يونس:5/10).

و اما فی العالم المعنوی فهو ایضا بهذا الشکل ، یعنی ما انزل الله تعالی نعمه معنویه علی احد الا بسبب، حتی ان معراج النبی (ص) ایضا بالاسباب و العلل، سُبْحَنَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ‏ى لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِى بَرَكْنَا حَوْلَهُ‏و لِنُرِيَهُ‏و مِنْ ءَايَتِنَآ إِنَّهُ‏و هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الإسراء:1/17).

فی حین ان الله تعالی قادر علی ضیاء النهار من دون استخدام الشمس و قادر علی جعل النبی فی العرش من دون استخدام المسیر بین المسجد الحرام والمسجد الاقصی و الی العرش، و لکن اراد ان لا یجعل کلاهما الا بطریق الاسباب و العلل.

 فبالنتیجه تعریف طریق النجاه و الهدایه بوجود سبب الهدایه بین الخلق و هو الحجه من الله علی الخلق.

ای ان الله تعالی لایهدی نفسا الا بوجود الحجه من الله تعالی و هو النبی و الامام.

و اذا کان نفس الامام نفسا هادیا للخلق ، فما یتعلق بالامام و ما یصدر منه الامام و ما یتکلم من الامام و ما یفعله الامام کلها اسباب لهدایه الخلق، و لتربیه الخلق و لوصول الخلق الی الکمال، اما بالقول و اما بالعمل و الفعل کالجهاد فی سبیل الله و القیام لله و الشهاده فی سبیل الله و حتی تجمل السبی لاجل رضی الله.

بناء علی ذلک ان يوم العاشر من شهر الله المحرم، الذي اشتهر بيوم عاشوراء؛ من جهه انه مما یتعلق بالامام الحسین(ع) و هو  احد حجج الله تعالی ، فلابد ان نقول بانه ایضا لاجل تربیه الخلق و بلوغهم الی الکمال.

اذا تاملنا فی حرکه الامام الاحسین(ع) ، فنجد انها حرکه و مدرسه تربویه اسسها الامام الحسین(ع) لاجل تربیه الخلق، و اذا نظرنا الی الاشخاص و الحوادث الئاقعه فی یوم عاشورا و حرکه کربلا، فعثرنا فیها علی عِبرٍ و عظات ودروس تربوية، مستحقة للوقفات الحيِّة و التأملات الإيمانية، للعقلاء و لمن یرید اغتنام النفحات، حتی ِيَجْنُوا ثمرات التربية والتزكية.

لقد تنوعت الدروس والمعطيات في ثورة عاشوراء بتنوع الأهداف التي تحققت بعد استشهاده(ع)، فبالإضافة الى كونها ثورة للحرية والخلاص فهي مدرسه تعلیم الحریه للخلق و للمسلمین و للمجتمع الانسانی.

و هذا الدرس لقد تجسدت في أكثر من موقف في هذه الثورة التربویه.

و الیوم اذا کان الشعب السوری و الایرانی و العراقی و غیرهم یقاومون و یحاربون ضد الاستکبار و یتحملون الاذی و المصائب ، فهو من درس مدرسه عاشوراء و هو درس الحریه فی ثوره الامام الحسین(ع).

حتی ان اهالی بعض المناطق کاوا محاصرین بمده طویله لکن خبرت انهم ایضا اقاموا فی هذه الایام عزاء علی الامام الحسین، لانهم تلامذه مدرسه عاشوراء، و ان رجالهم  نسائهم من اتباع الحسین و زینب!

ان الحسین و زینب قد تحملا الاذی و المصائب و الجوع  والعطش، حتی ان زینب س من شده الجوع  صلت صلاتها باللیل جالسه، و الحسین (ع) وضع خده علی التراب من شده غربته و لکن ما تسلم نفسه و ما تسلمت نفسها علی الاعداء و لو فی لحظه، بل قالت فی شده المصائب: ما رایت الا جمیلا.

فقد أظهرت ثورة عاشوراء عنصر الطاعة والاحترام الأسري بين الحسين(ع) وأهل بيته من جهة وبينه وبين أصحابة من جهة أخرى.

إذاً یمکن لنا ان نقول: ان التربية الأخلاقية كانت إحدى أسلحة ملحمة عاشوراء،

ان العلاقة الأسرية والترابط الأخوي كانت حاضرة في كربلاء بكل تفاصيلها باعتبارها إحدى أهم الأهداف التي سعى الإمام الحسين(ع) لإبرازها في ذلك الموقف الصعب ليبرهن للعالم ان لهذا الكيان قدسية خاصة وبصلاحها سيصلح المجتمع.

ان عاشوراء مدرسه الدفاع عن حریم الاسره و حریم الغیره الدینیه.

و موقف الإمام الحسين(ع) في الرمق الأخير حينما سمع احد الجنود يقول: عليكم بالخيام، و الامام الحسین(ع) على الرغم من انه فی الم الجراح،  لكنه لم يتخلى عن الدفاع عن حرمه،  فأصبح يجود بنفسه لأجل الوصول إليهم، و اذا وصل الی الخیام فاذا الخیمه سالمه.

و موقف الامام الحسین(ع) مع اخوته و اولاده حتی الصغار منهم فهو ایضا درس الاحترام و المحبه و التعاطف بین الاخوه  الاولاد، لانه (ع) قبل ان یقاتل بنفسه ، قد ودع جمیع اهل بیته حتی الطفل الرضیع و الفتی العلیل.

و موقف العباس(ع) مع الامام الحسین فی جمیع حال الحرب الی استشهاده فهو درس الادب و الوفاء و الایثار و التبعیه بالنسبه الی الامام و الحجه، و عدم نقض البیعه مع الامام.

و نحن الیوم فی زمن الغیبه فی عهد من امامنا امام العصر والزمان، و درس عاشوراء عدم نقض هذه البیعه، و زمن الغیبه زمان الابتلاء و الامتحان، و التبعیه للولایه و المرجعیه.

فلذلک فعلینا ان نتعلم من مدرسه عاشوراء دورس متنوعه و نعلمها الی الناس حتی صاروا محبا لاهل البیت(ع).

لان الامام الرضا قال: ان الناس لو علموا محاسن کلامنا لاتبعونا و من جمله محاسن کلام اهل البیت دروس سیرتهم  ثورتهم.

 

 

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین