2024 April 20 - ‫الجمعة 11 شوال 1445
محاضره فی ذکری استشهاد عده من حجاج بیت الله الحرام بمنی(المستشاریه الثقافیه الایرانیه فی سوریا) (فی جمع من الاساتذه)
رقم المطلب: ١٣ تاریخ النشر: ٠٧ ذیحجه ١٤٣٧ - ٠٢:٤٥ عدد المشاهدة: 1381
محاضرة » عام
محاضره فی ذکری استشهاد عده من حجاج بیت الله الحرام بمنی(المستشاریه الثقافیه الایرانیه فی سوریا) (فی جمع من الاساتذه)

 

بسم الله الرحمن الرحيم


أیها الإخوة و الأخوات! أيها الاعزاء! أیها الحضور الکرام!

السلام علیکم و رحمه الله و برکاته

أتقدم إليكم بالتعازي القلبية الحارة في ذکری شهادة عدة من إخواننا حجاج بیت الله الحرام في الحادثة الدامية والكارثة الرهیبة بمنی في أیام الحج والتي وقعت بأیدي قذرةٍ من آل سعود (لعنهم الله) وبأیدي الشجرة الملعونة، الذین غصبوا شرف تولي الحرمین المقدسین من الأمة الإسلامية.

أسال الله تعالی الرفعةَ لمقام هؤلاء الشهداء المظلومین، ونرجو من الله تعالی أن یجعلهم شفعاءنا یوم القیامة.

أیها الإخوة و الأخوات!

إن أیام الحج و موسم الحج أيام آمنة لعامة المسلمین، وإن مکان الحج وبیت الله الحرام و منطقة الحرم أیضا مکان آمن لعامة المسلمين.

و لایجوز لأحد أن يتعرض لهذا الأمان ويخدشه زماناً ومکاناً، لأن هذا الأمان قد تحقق بإراده الله تعالی وبدعاء نبیه ابراهیم g.

إن بیت الله الحرام أول بیت وضع للناس أي لکافة الناس من الأسود والأبیض من العرب و العجم و سائر الطوائف حيث یقول الله تعالی فی سورة آل عمران:

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَلَمِينَ * فِيهِ ءَايَتُ بَيِّنَتٌ مَّقَامُ إِبْرَ هِيمَ وَمَن دَخَلَهُ‏ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَلَمِينَ * قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَبِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ* قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَآءُ وَمَا اللَّهُ بِغَفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
(آلِ عِمْرَانَ:96-99)

فبحسب هذه الآیات القرآنية لکل فرد من المسلمین حق في بیت الله الحرام من الزیارة و الحج و الأمن فی الطریق و المنزل، و هذا الحق حق قرآنيٌّ مسلَّم به ومتفق فیه عند جمیع الفرق الإسلامیة من الشیعه و السنة وغیرهما.

إن ادارة بیت الله بحسب الآیات القرآنیة التالية وبحسب آیات أُخر بید الصالحین والمتقین والشرفاء من الشعوب الاسلامیة.

وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَآءَهُ‏و إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ‏و إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ 
(الأنفال:34-36)

أيها الإخوة والأخوات الحضور:

بناء على هذا نجد أن هناك وظیفتين لمن يتولى إدارة الحرمین الشریفین، الوظيفة الأولى: أن یکون من الصالحین والمتقین والوظيفة الثانية: أن یکون محبوباً و ممن یقدر علی إدارتهما وتحقيق الأمن لهما.

فأنا أسالکم أيها الكرام: وأسال أهل العالم:

إذا نظرتم إلى تجربة إدارة الحرمین الشریفین بأیدي آل سعد الملوثة بدماء الحجاج والأبرياء، فهل تصدقون أنهم لائقون بإدارة هذا البیت المبارك؟!

وهل تصدِّقون أنهم من المتقین ومن أهل التقوى؟ وهل ترونهم ممن یقدر على إدارة هذین المقامین الشریفین بسلام وأمان؟

لا أظن أن نجد عاقلاً من العقلاء فضلاً عن المسلمین يحكم بصلاحية هؤلاء الفَسَقة لإدارة بیت الله الحرام.

إن کتاب الله تعالی یقول الحج للناس جمیعا، فهل الإيرانيون والسوریون واليمنيون لیسوا من الناس؟ أوَ لیسوا من المسلمین؟

والذي نظنه أن آل سعود کالیهود و الصهاينة يعادون المسلمین ولیسوا من أبناء الإنسان لأنهم لا یعملون بأعمال الإنسانية، بل هم من عمال الاستکبار العالمي وزبانيته!

فمَن كان ولا يزال یُقبِل بوجهه ویتبسَّم لأمريكا والصهاينة ويُشِيْحُ بوجهه عن المسلمین ويُعرِض عنهم، هل مِن شأنه إدارة الحرمین الشریفین؟!

أیها الإخوة والأخوات!

ان كارثة منى بأنها حادثة مؤلمة لجميع البشر،

ان مراسم الحج إضافة الى انها عبادة إلهية كبرى، فإنه ينبغي اتخاذ القرارات في تلك الايام لصالح العالم الاسلامي ووحدة المسلمين، لكن من المؤسف في العديد من مواسم الحج وخاصة العام الماضي، لم نشهد استيفاء مصالح العالم الاسلامي والغايات السامية التي حددها القرآن لمناسك الحج، بل مع الاسف التام تم انتهاك عزة وكرامه المسلمين وسحقت تحت الاقدام.

ان الذين اكتسبوا في العالم ألقابا جميلة خادم الحرمين الشريفين، عليهم ان يدركوا ان مسؤوليتهم الاولى هي الاحترام الحقيقي للحرمين الشريفين وزوار الحرمين، واحد واجباتهم الاولية تتمثل في توفير الامن والطمأنينة للحجاج.

و لکن مع الاسف قد شاهدنا حوادث مکرره غیر لائقه بزوار بیت الله الحرام طلیه سلطه هولاء الظلمه و الفسقه علی الحرمین الشریفین.

ایها الاخوه و الاخوات!

منذ العام ألف وتسعمائة إلى العام الماضي أي عام ألفين وخمسة عشر كانت إدارة الحرمین بأيدي آل سعود وفي موسم الحج في بیت الله الحرام والمشاعر، و في أرض مکة قُتل ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعة عشر 3919 نسَمة من حجاج بیت الله الحرام!!

فهل هذه الإدارة في الحرمین الشریفین إدارة تحقق الأمن للحجيج؟ و هل هذه الاداره اداره تحصین عزه المسلمین؟

و هل التغافل من متولی الحرمین الشریفین عن ارسال الخدمات و حتی الماء الی الجرحی الظمآن فی یوم عید الاضحی بمنی ، اداره تحقیق الامن؟

هذا العمل مخالف لصریح القرآن الکریم!

نحن لا ندعي أن وقوع لجرائم في العالم الإسلامي و منه بیت الله الحرام كان عمدیا بأيدي آل سعود الفتاكة والهتاكة، ولکن الذي نقول به: إن من يتأمل في ذلك يجد أنهم مقصرون كلياً فی هذه المشاکل.

أیها الإخوة والأخوات!

الیوم کل فتنة وقعت أو تقع في العالم الإسلامي الیوم لها جهتان: جهة مالیة وجهة سیاسیة.

أما الجهة المالیة فلا ریب أنها بأيدي آل سعود الفتنوية، و الجهة السیاسیة بأيدي الاستكبار العالمي و الصهيونية.

إننا نجد الیوم آل سعود وضعوا أياديهم بأیدي الاستكبار و أيدي الصهیونية وشاركوهم في قتل المسلمین، أولئك یقتلون المسلمین في فلسطین وآل سعود یقتلون المسلمین فی الیمن وسوریا والعراق وكثير من البلاد الأخرى.

إن سماحة السید القائد في ندائه الأخير إلی الحجاج قال: ان الحج الإسلامي و التوحيدي علی ما فی القرآن الکریم مظهر «أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ».

و لکن انتم تشاهدون فی یومنا هذا بسبب سلطه آل سعود الهتاکه علی مرکز نزول القرآن صار الحج مظهر اشدا علی المسلمین رحماء علی الکفار و الظلمه و الصهیون.

إن سماحة السید القائد في ندائه الأخير إلی الحجاج قال: إن الحج موطن البراءة من المشركين، والألفة والوحدة بين المؤمنين.

ولکن مع الأسف إن وجود آل سعود وسلطتهم علی الحرمین الشریفین وعلی إدارة موسم الحج وإدارتهم السيئة والفاشلة لهما بدلت موسم الحج من موطن البراءة من المشركين إلى موالاتهم والتقرب منهم، مما يثير تأسف العالم الإسلامي على ذلك وحسرته.

وفي هذه المناسبة نقول لآل سعود:

إن العالم الإسلامي لم ولن ينسی الكارثة الرهيبة في الحج وفي منی وسوف ینتقم للمسلمين وللناس منکم بأشد الانتقام.

إن الظلم لا یبقی فی الأرض و ان طالت مدته!

ایها المسلمون فی العالم!

ان الحكام الظلمه المثيرون للفتن قد ورطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية و قتلوا و جرحوا الأبرياء عن طريق تأسيس و تجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة، و راحوا یغرقون اليمن و العراق و الشام و ليبيا و بلدان أخرى في الدماء، و هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله، و يمدون يد الصداقة نحو الكيان الصهيوني المحتل، مغمضين أعينهم عن آلام الفلسطينيين و مصائبهم المهلكة،و مصائب مدن البحرين و قراها.

ان هئولاء الحكام عديمو الدين و انتهكوا، باسم خدمة الحرمين، حرمة الحرم الإلهي الآمن، و قتلوا ضيوف الله الرحمن في يوم العيد في منى.

ایها المسلمون!

لا ملجأ ولا طريق للعالم الإسلامي إلا الاتحاد والوحدة في مقابل هؤلاء الظلمة.

وفي الختام: أسال الله تعالی أن یوفق المسلمین والمؤمنین للاعتصام بکتاب الله عز وجل و نصرة دین الله تعالی.

و لاریب أن من ينصر دین الله تعالی فالله تعالی ینصره نصرا عزیزا و یفتح له فتحا مبینا .

رحم الله شهداء الحج في العام الماضي، ورحم الله شهداء مكة الذين استشهدوا سنة 1987م على أيدي طُغْمَةِ آل سعود، وأسأل الله عزّ وجلّ لهم المغفرة والرحمة و علوّ الدرجات.

والسلام علیکم و رحمه الله و برکاته
 


Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین