نسخة الموبایل
www.tabatabaey .com
خارج الفقه(كتاب الخمس) 1440 (الدرس الخامس) تتمة الجواب على مسألة توصيف الزكاة بأنها من أوساخ أيدي الناس
رقم المطلب: 545 تاریخ النشر: 08 صفر 1440 - 21:22 عدد المشاهدة: 1249
دروس بحث الخارج » خارج الفقه(كتاب الخمس) 1440
خارج الفقه(كتاب الخمس) 1440 (الدرس الخامس) تتمة الجواب على مسألة توصيف الزكاة بأنها من أوساخ أيدي الناس

الأربعاء 3/10/2018

تتمة الجواب على مسألة توصيف الزكاة بأنها من أوساخ أيدي الناس:

مقدمة أخلاقية:

روى الشيخ الكليني في الكافي:Sعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِيA عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ A قَالَ رَسُولُ اللَّهِ 9‏ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْإِسْلَامَ فَجَعَلَ لَهُ عَرْصَةً([1]) وَجَعَلَ لَهُ نُوراً وَجَعَلَ لَهُ حِصْناً وَجَعَلَ لَهُ نَاصِراً فَأَمَّا عَرْصَتُهُ فَالْقُرْآنُ وَأَمَّا نُورُهُ فَالْحِكْمَةُ وَأَمَّا حِصْنُهُ فَالْمَعْرُوفُ وَأَمَّا أَنْصَارُهُ فَأَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي وَ شِيعَتُنَاR([2]).

فعلى شيعة آل محمد أن يكونوا أنصار الإسلام، لذا لابد لنا أن نتأمل في فكرنا وعقيدتنا ودورنا في المجتمع لنعلم: هل نحن من أنصار الله ودينه؟ فعلى من يريد نصرة الله تعالى ودينه أن يحمل محتوى مناسباً لذلك.

تتمة الجواب على معنى "أوساخ أيدي الناس":

3- تعلق هذا التعبير بالمال قبل التزكية لا بعدها، لأن المال بعدها طاهرٌ من جهة المقدار الـمُخرَج أو المقدار الباقي.

ومثاله: الإناء الحاوي على الخمر، لو أصبح فيه الخمر خلاً، فيطهر الإناء بهذه الصيرورة، وفيصبح الكل طاهرا بحكم التبعبة. لأن التبعية من المطهرات.

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال؟ لماذا لم يستخدم النبي9 هذا المصطلح في وصف مال الخمس قبل إخراج الواجب منه؟ للجواب على ذلك ينبغي البحث في الآيات الدالة على وجوب كل من الزكاة والخمس.

·   قال تعالى: Pخُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌO([3]).

جرى النقاش في الهاء في كلمة " تُطَهِّرُهُمْ"، هل يعود الضمير للنبي9 أم لنفس المال؟إن التأمل في الآية يُظهر أنها في مقام نسبة المال كله إلى صاحب المال " أَمْوَالِهِمْ "، ولكن مسؤوليتهُ إخراج سهم الزكاة.

وهذه النسبة بين المال وصاحبه توجِدُ العلاقة الدنيوية بينهما، وهذه العلاقة تمنع صاحبه عن أداء الحق الموجود فيه، فما لم يؤدِّ الخُمس يبقي وسخاً لأجل العلاقة بالدنيا ووجود الحق فيه للغير.

وهذه العلاقة هي العلّة في وصف المال بالوَسَخ.

·     وفي قضية الخمس قال تعالى: P وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌO([4]).

أي: قبل تملُّكِ الإنسان لهذا المال فإن لله خمسه وللرسول واليتامى والمساكين، فلا علاقة كاملة بين المال وصاحبه كما في آية الزكاة؛ حيث يستطيع أن يدخل أربعة أخماسٍ في ملكه، لا كل المال. فيمكننا أن نقول أنَّ تسمية الزكاة بأوساخ أيدي الناس ناظرٌ إلى هذه الناحية.

وفي كلتا الصورتين بعد الأداء يصير المال طاهراً وحلالاً ويجوز للمتسلط عليه أن يتصرف في الباقي، فبناء على هذا ليس المراد من الوسخ هو الباقي من المال أو نفس المقدار الذي يخرج من المال.

4- إن تعبير أوساخ أيدي الناس ليس مطلقاً بل هو بلحاظ نظر بعض المؤمنين في ذلك الزمن، مثلاً: العسل في نظر بعض الناس قاذورات النحل، ولكنه في الحقيقة شفاء من الأمراض، وكذلك: الطفل يخرج من أمه مليئاً بالأوساخ وهو في حقيقته إنسان كريم وهو فلذة كبد والديه. فربما سمى رسول الله9 الزكاة بأوساخ الناس بالنظر للآراء الموجودة، وهو يخاطب فهم البعض وينبههم إلى وجوب تأدية الزكاة.



[1]-  العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء.                                   

[2]- الکافي، ج2،ص46.

[3]- سورة التوبة، 131.

[4]- سورة الأنفال، 41.



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: