نسخة الموبایل
www.tabatabaey .com
إثبات أمر يزيد بقتل الحسين الشهید عليه السلام
رقم المطلب: 122 تاریخ النشر: 24 صفر 1438 - 21:43 عدد المشاهدة: 1501
السؤال و الإجابة » عام
إثبات أمر يزيد بقتل الحسين الشهید عليه السلام

لاشک أن صدور أمر قتل الإمام الحسين عليه السلام في المصادرالشيعية، كان عن يزيد لعنه الله، وهذا  يعد أمرا مسلما لاريب فيه، في تلك المصادر، لکن  هل المصادر السنية أشارت إلی هذا الأمر أم لا ؟ هذا ما نريد أن نجيب عليه في هذه الورقة البحثية .

 شرذمة من علماء أهل السنة کعبدالمغيث الحنبلي، و ابن تيمية أرادوا تبرئة يزيد أو حاولوا أن يثبتوا أنه تاب من جريمته هذه، بينما ذهب فريق آخر من علماء السنة إلی ماذهب إليه الشيعة من أن يزيد هو الذي أمر بقتل الإمام الحسين  عليه السلام.

الأخبار في هذا المجال تنقسم الی أقسام:

1_ صدور أمر القتل  قبل حرکة الإمام عليه السلام  إلی مکة

2_ صدور أمر قتل الإمام عليه السلام إلی والي الکوفة

3_ الأمر بقتل الإمام عليه السلام  بغض النظر عن الأشخاص، المکان و الزمان 

صدور أمر القتل قبل حرکة الإمام علیه السلام إلی مکة  

 من جملة المصادر التي ذکرت هذه القضية، کتاب الفتوح لابن أعثم الکوفي المتوفي سنة 314  هـ.ق حيث نقل أن يزيد كتب رسالة إلی والي المدينة أمره فيها  بقتل  الحسين عليه السلام کما يلي  :

وليكن مع جوابك إليّ رأس الحسين بن عليّ، فإن فعلت ذلك فقد جعلت لك أعنّة الخيل، ولك عندي الجائزةّ والحظّ الأوفرّ والنعمة واحدة والسلام.

الفتوح ،ج 3،جزء 5، ص 18

صدور أمر قتل الإمام علیه السلام إلی والي الکوفة

ابن الأثير الجزري أحد علماء أهل السنة، ينقل عن عبيدالله بن زياد في قضية قتل الحسين عليه السلام أنه  قال :

أما قتلي الحسين فإنه أشار علي يزيد بقتله أو قتلي فاخترت قتله

أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الوفاة: 630هـ ، الكامل في التاريخ  ج 3 ، ص 474 ، الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1415هـ ، ط2 ، تحقيق : عبد الله القاضي

و يعتقد القرماني أن يزيد هو الذي أمر عبيدالله بن زياد بقتل الإمام عليه السلام  :

و بلغ الخبر الي يزيد فولي العراق عبيد الله بن زياد و امره بقتال الحسين.

القرماني، احمد بن يوسف، المتوفي :‌ 1019، اخبار الدول و آثار الاُوَل في التاريخ، ج 1، ص 320،  تحقيق: احمد حطيط – فهمي سعد، الناشر : عالم الكتب.

و يقول ابن الأعثم الکوفي :

فكتب عبيد الله بن زياد إلى الحسين: أما بعد يا حسين ! فقد بلغني نزولك بكربلاء، وقد كتب إلي أمير المؤمنين يزيد بن معاوية أن لا أتوسد الوثير ولا أشبع من الخبز، أو ألحقك باللطيف الخبير أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية، والسلام.

الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 ص 84- 85؛ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) - محمد بن طلحة الشافعي - ص 400؛‌ مقتل الحسين، الخوارزمی، ج 1 ، ص 340، محقق : محمد السماوی، الناشر: انوار الهدی، قم، الطبعة الاولی، 1418 هـ.ق.

کما جاء في مقدمة هذا المقال، أنه نقل ابن الأعثم أن يزيد ارسل کتابا لوالي المدينة يأمره بقتل الحسين عليه السلام وکما نقلنا هنا أن ابن زياد إيضا کان مأمورا بذلك، فيهفهم من النقلين أن الأمر بالقتل صدر مرتين من يزيد. 

الأمر بقتل الإمام علیه السلام  بغض النظر عن الأشخاص ، المکان و الزمان 

هناک مستندات تأريخية أخری ذکرت أمر يزيد بقتل الحسين عليه السلام دون أن تشير إلی الزمان و المکان، و إلی من أصدر هذا الامر  إليه، و تلخصت  بذکر اصل الامر بقتل الامام  عليه السلام .

 شمس الدين الذهبي، أحد کبار علماء أهل السنة، قال في بيان سبب بغض و کره الناس ليزيد:

قلت: ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل، وقتل الحسين وإخوته وآله، وشرب يزيد الخمر، وارتكب أشياء منكرة، بغضه الناس، وخرج عليه غير واحد، ولم يبارك الله في عمره

شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الوفاة: 748هـ ، تاريخ الإسلام  ج 5 ، ص 30، الناشر : دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت - 1407هـ - 1987م ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : د. عمر عبد السلام تدمرى

و ابن الجوزي أيضا اعترف بصدورأمر قتل الحسين عليه السلام عن يزيد، إلا إنه قال بلعنه أيضا.

و حکى لی بعض اشياخنا عن ذلک اليوم: ان جماعة سألوا جدی عن يزيد فقال ما تقولون فی رجل ولّی ثلاث سنين فی السنة الأولى قتل الحسين فی الثانية أخاف المدينة و اباحها و فی الثالثة رمى الکعبة بالمجانيق و هدمها، فقالوا نلعن فقال فالعنوه.

سبط بن الجوزي الحنفي، يوسف بن قزغلي ، تذكرة الخواص الأمة في خصائص ائمة عليهم السلام، صص 291-292، الناشر : مكتبة نينوي الحديثة، طهران.

نعم ! امتلأت فترة خلافة يزيد بالجرم و الأحداث المؤلمة الکارثية حتی قال اليعقوبي المؤرخ الشهيرنقلا عن سعيد بن المسيب:

وكان سعيد بن المسيب يسمي سني يزيد بن معاوية بالشؤم في السنة الأولى قتل الحسين بن علي وأهل بيت رسول الله والثانية استبيح حرم رسول الله وانتهكت حرمة المدينة والثالثة سفكت الدماء في حرم الله وحرقت الكعبة

أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي الوفاة: 292 ، تاريخ اليعقوبي  ج 2 ، ص 253، الناشر : دار الصادر  بيروت. 

النتیجة:

  تَحَصَّل مما سلف وهو ما ذهب اليه علماء الشيعة والکثير من أهل السنة، أن يزيد هوالذي أمر بقتل الحسين عليه السلام، و حسب المصادر السنية لن يأمر يزيد بقتل الحسين عليه السلام مرة واحدة، بل أمر به مرتين، فلا يخفی علی أحد أن المجرم الرئيسي في هذه القضية هو يزيد بن معاوية


Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: