2024 April 23 - ‫الاثنين 14 شوال 1445
خارج الفقه(كتاب الخمس) 1440 (الدرس الأول)
رقم المطلب: ٥٤١ تاریخ النشر: ٠٨ صفر ١٤٤٠ - ٢١:٠٨ عدد المشاهدة: 1331
دروس بحث الخارج » خارج الفقه(كتاب الخمس) 1440
خارج الفقه(كتاب الخمس) 1440 (الدرس الأول)

مقدمة أخلاقية:

جاء في كتاب الكافي: >عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ‏ تُكْفِئُهَا الرِّيَاحُ كَذَا وَ كَذَا وَ كَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ تُكْفِئُهُ الْأَوْجَاعُ وَالْأَمْرَاضُ وَ مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الْإِرْزَبَّةِ الْمُسْتَقِيمَةِ الَّتِي لَا يُصِيبُهَا شَيْ‏ءٌ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ فَيَقْصِفَهُ قَصْفاً <[1]

في هذا الحديث شبّه رسول الله | المؤمن بشيء وهو (خامة الزرع : النبات الغض الجديد) وشبّه المنافق بشيء آخر (الإرزبة : نبات صلب جامد.. واستعملت لاحقاً كآلة تستخدم لتكسير الحجر) فالمؤمن يتأثر بالحوادث والبلايا التي تصيبه والتي تصيب الآخرين، فلا بد له من ذلك ولا مفر منه، فلا يتبرم المؤمن من ذلك.

وأسوة المؤمنين في ذلك هو الإمام الحسين × والسيدة زينب ÷.

وقد ورد كذلك في أوصاف المؤمن أنه لا بد أن يكون صبوراً لا يشكو بل يشكر.

وإن المؤمن وإن تأثر بالحوادث والبلايا لكنها تجعله ينحني ولا تغير هويته وحقيقته.

مقدمة:

يبدأ الإمام الخمينيH بذكر مقدمة قبل الدخول في مسائل الكتاب، ويمكن أن نعتبرها تعريفاً من الإمام H للخمس، حيث يقول:

Sوهو الذي جعله اللَّه تعالى‏ لمحمّد9 وذرّيّته- كثّر اللَّه نسلهم المبارك- عوضاً عن الزكاة- التي هي من أوساخ أيدي الناس- إكراماً لهم، ومن منع منه درهماً كان من الظالمين والغاصبين لحقهمR([2]). ثم يشير الإمام رحمه الله إلى ثلاث روايات في المقام:

- الأولى: قَالَ الصَّادِقُASإِنَ‏ اللَّهَ‏ لَا إِلَهَ‏ إِلَّا هُوَ لَمَّا حَرَّمَ‏ عَلَيْنَا الصَّدَقَةَ أَنْزَلَ‏ لَنَا الْخُمُسَ‏ فَالصَّدَقَةُ عَلَيْنَا حَرَامٌ وَالْخُمُسُ لَنَا فَرِيضَةٌ وَالْكَرَامَةُ لَنَا حَلَالٌR([3]).

تشير هذه الرواية إلى ثلاثة أصناف من الأموال وأحكامها:

1- الصدقة الواجبة.

2- الخمس.

3- الكرامة، لعلَّ المقصود بها الهدية.

-الثانية: عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ:Sسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِA يَقُولُ: لَا يُعْذَرُ عَبْدٌ اشْتَرَى مِنَ الْخُمُسِ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ يَا رَبِّ اشْتَرَيْتُهُ بِمَالِي حَتَّى يَأْذَنَ لَهُ أَهْلُ الْخُمُس‏R([4]).

- الثالثة: عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍA فِي حَدِيثٍ قَالَ: Sلَا يَحِلُ‏ لِأَحَدٍ أَنْ‏ يَشْتَرِيَ‏ مِنَ‏ الْخُمُسِ‏ شَيْئاً حَتَّى‏ يَصِلَ‏ إِلَيْنَا حَقُّنَاR([5]).

وقبل الدخول في المسائل لا بد أن نتناول بعض المباحث التمهيدية، وفيما يأتي فهرستها:

1- تعريف الخمس: فقد ذكر الإمامH تعريفاً مختصراً للخمس، فنتحدث موسعاً عن تعريفه ونفرق بينه وبين الزكاة.

2- اتفاق المسلمين واختلافهم في الخمس: وإذا قلنا بوجود نقاط اتفاق ونقاط اختلاف، لا بد من تشخيص موارد الاتفاق وموارد الاختلاف.

3- لم يصرح الإمامH في المقدمة أنّ الخمس من ضروريات الإسلام أو المذهب، ولكن الرواية التي ينقلها قالت: "وَالْخُمُسُ لَنَا فَرِيضَةٌ "، وبعض الفقهاء ذكروه من الفرائض، فهل إنكار هذه الفريضة موجبٌ للكفر أم لا؟

4- علة تشريع الخمس في الإسلام.

5- الخمس حقٌ أو ملكٌ؟ ونتحدث هناك عن الفرق بين الحقّ والملك.



[1] - المجلد الثاني كتاب الإيمان والكفر – باب شدة ابتلاء المؤمن الحديث 25

[2]- تحرير الوسيلة، ص274.

[3]- وسائل الشيعة، ج9، ص483.

[4]- المصدر نفسه، ص542.

[5]- الكافي، ج1، ص545.



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین