مقتل یوم عاشوراء
بالسعی من
السید ابوالفضل الطباطبایی الاشکذری
ان الیوم یوم عاشوراء و هو یوم اقامه العزاء و النوح و الاتدام و البکاء علی الامام الحسین(ع) و شهداء کربلاء من اهل بیته و اصحابه الکرام(ع).
الیوم کل العالم و کل الخلق و کل الموجودات حتی الانبیاء والاولیاء و الملائکه و بالجمله ان اهل السماء الارض کلهم یقیمون العزاء علی مولانا و امامنا الحسین(ع) و یبکون و ینوحون و یلتدمون فی مصیبته.
و ان لاقامه العزاء و النوح و الاتدام دور کبیر و واسع فی تاریخ الاسلام و تاریخ البشر، حتی صارت بحیث اتفقت علیها الامه الاسلامیه والفریقین من الشیعه و السنه.
لان کل المسلمین یعتقدون بان لاقامه العزاء علی الحسین (ع) اجرا کبیرا، و ان الله قد اکرم من اقام العزاء علی الامام الحسین(ع) و حتی قبل الامام الحسین (ع) ان المسلمون قد اقاموا العزاء علی النبی(ص) و علی الشهداء فی صدر الاسلام.
الامام احمد بن حنبل و هو امام الحنابله و رئیسهم و توفی سنه 241من الهجره، روی فی کتابه، فی حین انه قال: کل حدیث و خبر لم تجدوه فی کتابی هذا فهو لیس بصحیح.
هو روی فی کتابه عن ام المومنین عائشه انها قالت:
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قبض و هو في حجري، ثم وضعت رأسه على وسادة، قمت التدم مع النساء و اضرب وجهي.
مسند احمد للإمام احمد بن حنبل، ج6، ص274 ـ مسند أبي يعلى، ج8، ص63 ـ تاريخ الطبري، ج2، ص441 ـ الكامل في التاريخ لإبن الأثير، ج2، ص323 ـ السيرة النبوية لإبن هشام الحميري، ج4، ص1069 ـ البداية و النهاية لإبن كثير، ج5، ص261 ـ السيرة النبوية لإبن كثير، ج4، ص477 ـ إرواء الغليل لمحمد ناصر الألباني، ج7، ص86 ـ النهاية في غريب الحديث لإبن الأثير، ج4، ص245 ـ لسان العرب لإبن منظور، ج12، ص540
و الامام احمد بن حنبل نفسه و البخاری و ....رووا فی کتبهم فی بابا مرض النبی (ص) و وفاته، نقلا عن فاطمه الزهراء(س) بانها قد ناحت علی ابیه حیث قالت فی وفات ابیه رسول الله :
فقالت فاطمة عليها السلام: وا كرب أباه! ... يا أبتاه أجاب ربا دعاه! يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه! يا أبتاه إلى جبريل ننعاه! .صحيح البخاري:5/144 الحديث 4462.
و روی ایضا انها قالت فی رثاء ابیه :
ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت على مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
الوفاء في فضائل المصطفي لإبن الجوزي، ص819، ح1538 ـ السيرة النبوية لإبن سيد الناس، ج2، ص434 ـ المواهب اللدنية للقسطلاني، ج4، ص563 ـ إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني، ج3، ص352 ـ تفسير الآلوسي، ج19، ص149.
الیوم کل العالم فی ماتم الذی یقام علی الامام الحسین(ع) .
ففی التاریخ رجل عابد زاهد صوفی اسمه الفتح بن شخرف قال:
الْفَتْحَ بْنَ شُخْرُفٍ الْعَابِدَ یَقُولُ: أَفُتُّ الْخُبْزَ لِلْعَصَافِیرِ کُلَ یَوْمٍ فَکَانَتْ تَأْکُلُ فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ عَاشُورَاءَ فَتَتُّ لَهَا فَلَمْ تَأْکُلْ فَعَلِمْتُ أَنَّهَا امْتَنَعَتْ لِقَتْلِ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ. بحاراالانوار ج۴۵ ص۳۱۰ عوالم العلوم ج ۱۷ ص۴۹۵.
ان شهاده الامام الحسین(ع) ما کانت امرا حادثا من دون بشاره و خبر و اطلاع، بل الانبیاء والاولیاء و خاصه نبینا الاعظم رسول الله قد اخبر بوقوع شهادته بید الاشقیاء فی کربلاء و ان مولاتنا فاطمه الزهراء تطلب یوم القیامه من الله تعالی بدم الحسین وبقمیص الحسین(ع).
وعن عائشه قالت: قال النبی(ص): إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل القيامة غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد مع قميص مخضوب بدم الحسين فتحتوي على ساق العرش فتقول : أنت الجبار العدل إقض بيني وبين من قتل ولدي . فيقضي الله لابنتي ورب الكعبة . ثم تقول : اللهم اشفعني فيمن بكى على مصيبته ، فيشفعها الله فيهم. ينابيع الموده ج 2 ص 323.
وعن علي عليها السلام رفعه : تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء تتعلق بقائمة من قوائم العرش تقول : يا حكم ، إحكم بيني وبين من قتل ولدي . فيحكم الله لابنتي ورب الكعبة . ينابيع المودة ج 2 ص 322.
ثم روى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ، يا أهل القيامة أغمضوا أبصاركم ، لتجوز فاطمة بنت محمد مع قميص مخضوب بدم الحسين ، فتحتوي على ساق العرض ، فتقول : أنت الجبار العدل اقض بيني وبين من قتل ولدي فيقضي الله بسنتي ورب الكعبة ، ثم تقول : اللهم أشفعني فيمن بكى على مصيبة فيشفعها الله فيهم . شرح إحقاق الحق ج 10 ص 142.
اخبار امیر المومنین علی (ع) بشهاده مولانا الحسین(ع) و تعریف قاتلیه
أن تميم بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي اعترضه وهو يخطب على المنبر ويقول : " سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لا تسألوني عن فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا نبأتكم بناعقها وسائقها ، ولو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه ومدخله وجميع شأنه " فقال له : فكم في رأسي طاقة شعر ؟
فقال له : أما والله إني لاعلم ذلك ولكن أين برهانه لو أخبرتك به ؟ ولقد أخبرت بقيامك ومقالك وقيل لي : إن على كل شعرة من شعر رأسك ملكا يلعنك وشيطانا يستنصرك ! وآية ذلك أن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أو يحض على قتله.
فكان الامر بموجب ما أخبر به عليه السلام ، كان ابنه حصين - بالصاد المهملة - يومئذ طفلا صغيرا يرضع اللبن ، ثم عاش إلى أن صار على شرطة عبيد الله بن زياد ، وأخرجه عبيد الله إلى عمر بن سعد يأمره بمناجزة الحسين عليه السلام ، ويتوعده على لسانه إن أرجى ذلك ، فقتل [ حسين عليه السلام ] صبيحة اليوم الذي ورد فيه الحصين بالرسالة في ليلته .
ومن ذلك قوله عليه السلام للبراء بن عازب يوما يا براء أيقتل الحسين عليه السلام وأنت حي فلا تنصره ؟ فقال البراء : لا كان ذلك يا أمير المؤمنين ، فلما قتل الحسين عليه السلام كان البراء يذكر ذلك ويقول : أعظم بها حسرة إذا لم أشهده واقتل دونه. بحار الأنوار ج 40 ص 192.
تعریف یوم تاسوعا و عاشوراء عن لسان الامام الصادق(ع)
عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن أبان ، عن عبد الملك قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن صوم تاسوعا وعاشورا من شهر المحرم؟
فقال(ع): تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه رضي الله عنهم بكربلا واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه رضي الله عنهم وأيقنوا أن لا يأتي الحسين ( عليه السلام ) ناصر ولا يمده أهل العراق - بابي المستضعف الغريب - .
ثم قال : وأما يوم عاشورا فيوم أصيب فيه الحسين ( عليه السلام ) صريعا بين أصحابه وأصحابه صرعى حوله [ عراة ] أفصوم يكون في ذلك اليوم ؟ ! كلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم وذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام ، فمن صامه أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوط عليه ومن ادخر إلى منزله ذخيرة أعقبه الله تعالى نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده وشاركه الشيطان في جميع ذلك. الكافي ج 4 ص 147.
مقتل الامام الحسین(ع)
اعلموا ان حرب یوم عاشوراء بدایته بساعتین قبل الظهر و نهایته بساعتین قبل المغرب، و تمام الحرب بین الامام الحسین و اصحابه من جانب و یین جیش یزید من جانب آخر بین هذین الوقتین قبل الظهر الی قبل المغرب.
و لما قتل العباس التفت الحسین ع فلم یر احدا ینصره و نظر الی اهله و صحبه مجزرین کالاضاحی، و هو اذ ذاک یسمع عویل الایامی و صراخ الاطفال فصاح باعلی صوته : هل من ذاب یذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد یخاف الله فینا هل من مغیث یرجوالله فی اعاثتنا؟
فخرج ولده علی بن الحسین زین العابدین و کان مریضا لایقدر ان یقل سیفه و ام کلثوم تنادی خلفه: یا بنی! ارجع فقال: یا عمتاه!ذرینی اقاتل بین یدی ابن رسول الله.
فقال الحسین: یا ام کلثوم! خذیه! لئلا تبقی الارض خالیه من نسل آل محمد.
فبالنتیجه اراد ان یقاتل بنفسه ضد الاعداء.
دفاع عبدالله بن الحسن عن عمه الحسین:
فاذا من ابناء الحسن فی کربلاء ولد و ابن اسمه عبدالله و لم یراهق و هو عندئذ رای وحده عمه اراد ان یدافع عنه .
قال المفيد : فخرج إليهم عبد الله بن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) وهو غلام لم يراهق من عند النساء فشد حتى وقف إلى جنب عمه الحسين ( عليه السلام ) فلحقته زينب بنت علي (عليهما السلام ) لتحبسه، فقال لها الحسين ( عليه السلام ) : احبسيه يا أختي ، فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا وقال : والله لا أفارق عمي.
وأهوى أبجر بن كعب إلى الحسين ( عليه السلام ) بالسيف، فقال له الغلام : ويلك! يا بن الخبيثة أتقتل عمي ؟ فضربه أبجر بالسيف فاتقاها الغلام بيده وأطنها إلى الجلد فإذا يده معلقة ونادى الغلام: يا أماه فأخذه الحسين ( عليه السلام ) فضمه إليه وقال : يا بن أخي اصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين. الارشاد: 241.
قتال الامام وحیدا ضد الاعداء
قال الخوارزمي : ثم جعل يقاتل حتى أصابته اثنتان وسبعون جراحة ، فوقف يستريح وقد ضعف عن القتال فبينا هو واقف إذ أتاه حجر فوقع على جبهته فسالت الدماء من جبهته ، فأخذ الثوب ليمسح عن جبهته فأتاه سهم محدد مسموم ، له ثلاث شعب ، فوقع في قلبه ؛ فقال الحسين ( عليه السلام) : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ، ورفع رأسه إلى السماء ، وقال : إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره ، ثم أخذ السهم وأخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كالميزاب ، فوضع يده على الجرح ، فلما امتلأت دما رمى بها إلى السماء ، فما رجع من ذلك قطرة وما عرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين بدمه إلى السماء ، ثم وضع يده على الجرح ثانيا فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته وقال : هكذا والله أكون حتى ألقى جدي محمدا وأنا مخضوب بدمي ، وأقول يا رسول الله قتلني فلان وفلان. مقتل الحسین للخوارزمی: 2/34.
.......
ایها الاخوه و الاخوات!
انی اعتقد فی هذه المرحله من الحرب خرجت زینب من خیمتها و الی هذا اشار السید بن طاووس:
قال السيد ابن طاوس : قال الراوي : وخرجت زينب من باب الفسطاط وهي تنادي : وا أخاه وا سيداه وا أهل بيتاه ليت السماء انطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل . قال : وصاح الشمر : ما تنتظرون بالرجل ؟ قال : فحملوا عليه من كل جانب ، فضربه زرعة بن شريك على كتفه ، فضرب الحسين زرعة فصرعه ، وضربه آخر على عاتقه المقدس بالسيف ضربة كب ( عليه السلام ) بها لوجهه ، وكان قد أعيا ، فجعل ( عليه السلام ) ينوء ويكبو ، فطعنه سنان بن أنس النخعي ، في ترقوته ، ثم انتزع الرمح فطعنه في بواني صدره ، ثم رماه سنان أيضا بسهم فوقع السهم في نحره ، فسقط ( عليه السلام ) ، وجلس قاعدا ، فنزع السهم من نحره وقرن كفيه جميعا وكلما امتلأتا من دمائه خضب بهما رأسه ولحيته ، وهو يقول : " هكذا ألقي الله مخضبا بدمي ، مغصوبا علي حقي . اللهوف: 175. بحار: 45/54.
ثم نادى شمر ما تنتظرون بالرجل ؟ فقد أثخنته السهام . فأحدقت به الرماح والسيوف فضربه رجل يقال له : زرعة بن شريك التميمي ضربة منكرة ، ورماه سنان ابن أنس بسهم في نحره ، وطعنه صالح بن وهب المري على خاصرته طعنة منكرة ، فسقط الحسين من فرسه إلى الأرض على خده الأيمن ، ثم استوى جالسا ونزع السهم من نحره ، ثم دنا عمر بن سعد من الحسين ليراه. مقتل الحسین للخوارزمی: 2/35.
قال السيد ابن طاوس : روى هلال بن نافع قال : إني كنت واقفا مع أصحاب عمر بن سعد إذ صرخ صارخ : أبشر أيها الأمير فهذا شمر قد قتل الحسين ، قال : فخرجت بين الصفين فوقفت عليه وإنه ليجود بنفسه ، فوالله ما رأيت قط قتيلا مضمخا بدمه أحسن منه ولا أنور وجها ، ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيبته عن الفكرة في قتله ، فاستسقى في تلك الحالة ماء ، فسمعت رجلا يقول : لا تذوق الماء ، حتى ترد الحامية ، فتشرب من حميمها فسمعته يقول : " أنا لا أرد الحامية ولا أشرب من حميمها بل أرد على جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأشرب من ماء غير آسن ، وأشكو إليه ما ركبتم مني وفعلتم بي " .
قال : فغضبوا بأجمعهم ، حتى كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا ، فاجتزوا رأسه وإنه ليكلمهم فتعجبت من قلة رحمتهم ، وقلت : والله لا أجامعكم على أمر أبدا. اللهوف: 177.
ایها الاخوه و الاخوات:
لقد شارک فی قتل الحسین و قطع راسه اربعه او خمسه اشخاص ملعونین: منهم حرمله بن الکاهل الاسدی و منهم عمر بن سعد، و منهم شمر بن ذی الجوشن، و منهم سنان بن انس. و قیل شارکه الخولی الاصبحی.
اما اول الخبثاء فهو حرمله الاسدی حیث رمی الی الامام بسهم محدد مسموم له ثلاث شعب فوقع فی صدره و قلبه.
و اما ثانیهم: عمر بن سعد حیث حرض المقاتلین علی قتل الحسین و جز راسه و شارکه شمر بن ذی الجوشن (علیهما لعائن الله)
و ثالثهم و رابعهم و خامسهم فهم شمر بن ذی الجوشن و سنان بن انس و الخولی الاصبحی حیث دخلوا معا او مترتبا علی الحسین فی مقتله و شارکوا فی قتل الحسین و جز راسه (ع)
قال الخوارزمی فی مقتله:
وروى " أنه جاء إليه شمر بن ذي الجوشن ، وسنان بن أنس - والحسين ( عليه السلام ) بآخر رمق يلوك بلسانه من العطش - فرفسه شمر برجله ، وقال يا بن أبي تراب ؟ ألست تزعم أن أباك على حوض النبي يسقي من أحبه ؟ فاصبر حتى تأخذ الماء من يده .
ثم قال لسنان بن أنس : احتز رأسه من قفاه . فقال : والله لا أفعل ذلك ! فيكون جده محمد خصمي .
فغضب شمر منه ، وجلس على صدر الحسين ( عليه السلام ) ، وقبض على لحيته ، وهم بقتله ، فضحك الحسين ( عليه السلام ) وقال له : أتقتلني ؟ أو لا تعلم من أنا ؟
قال : أعرفك حق المعرفة ، أمك فاطمة الزهراء ، وأبوك علي المرتضى ، وجدك محمد المصطفى ؛ وخصمك الله العلي الأعلى ، وأقتلك ولا أبالي . وضربه بسيفه اثني عشرة ضربة . ثم حز رأسه . ثم تقدم الأسود بن حنظلة فأخذ سيفه . وأخذ جعونة الحضرمي قميصه فلبسه ، فصار أبرص ، وسقط شعره. مقتل الحسین: 2/35.
و آخرهم و هو الخولی الاصبحی هو الذی یذهب براس الحسین فی یم قتله (عاشوراء ) بعد العصر و قبل المغرب الی الکوفه للحضور فی قصر عبید الله بن زیاد. حیث قال الشیخ المفید فی الارشاد: و نزل شمر فذبحه ثم رفع راسه الی خولی فقال: احمله الی الامیر. الارشاد: 242.
و هذه المشارکه بئس المشارکه فی قتل ابن بنت نبی الاسلام.
و هناک قصه مفیده:
قال السيد ابن طاوس : وروى ابن رباح قال : لقيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين ( عليه السلام ) فسئل عن ذهاب بصره ؟ فقال : كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أني لم أطعن ولم أضرب ولم أرم فلما قتل رجعت إلى منزلي وصليت العشاء الآخرة ونمت . فأتاني آت في منامي ، فقال : أجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فقلت : مالي وله ؟ فأخذ بتلابيي وجرني إليه ، فإذا النبي ( صلى الله عليه وآله ) جالس في صحراء حاسر عن ذراعيه ، آخذ بحربة . وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة ، فلما ضرب ضربة ألتهبت أنفسهم نارا . فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت : السلام عليك يا رسول الله ، فلم يرد علي ، ومكث طويلا . ثم رفع رأسه وقال : يا عدو الله انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي وفعلت ما فعلت .
فقلت : يا رسول الله ، والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم .
فقال : صدقت ، ولكن كثرت السواد ، ادن مني ، فدنوت منه ، فإذا طشت مملو دما ، فقال لي : هذا دم ولدي الحسين ( عليه السلام ) ، فكحلني من ذلك الدم ، فانتبهت حتى الساعة لا أبصر شيئا.
ایها الاخوه و الاخوات!
اذا نزل الحسین عن فرسه و هناک لا یکون شخص یدافع عنه و یقاتل ضد الاعداء فالذی کان مدافعا و دافع عنه و قتل عده من الاعداء هو فرس الحسین، و هو آخر مدافع له قبل قتله و هو الذی اخبر اهل الخیمه بذلک قبل کل احد.
قال ابن شهر آشوب : روى أبو مخنف عن الجلودي أنه كان صرع الحسين [ ( عليه السلام ) ] فجعل فرسه يحامي عنه ويثب على الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه حتى قتل الفرس أربعين رجلا ثم تمرغ في دم الحسين ( عليه السلام ) وقصد نحو الخيمة وله صهيل عال ويضرب بيديه الأرض .المناقب: 4/58.
هذا حسب ما قاله ابن شهر آشوب و اما حسب ما قاله الشیخ الصدوق:
وأقبل فرس الحسين ( عليه السلام ) حتى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين ( عليه السلام ) وجعل يركض ويصهل فسمعت بنات النبي ( صلى الله عليه وآله ) صهيله فخرجن فإذا الفرس بلا راكب فعرفن أن حسينا ( عليه السلام ) قد قتل وخرجت أم كلثوم بنت الحسين ( عليهما السلام ) واضعة يدها على رأسها تندب وتقول : وا محمداه هذا حسين بالعراء قد سلب العمامة والرداء. الامالی: 138.
و ما اورده ابن شهر آشوب و الصدوق موافق لما ورد فی الزیاره الناحیه و هو احسن المقاتل حیث قال الامام:
قال المجلسي : إذا أردت زيارته بها في هذا اليوم فقف عليه وقل : . . . وأسرع فرسك شاردا إلى خيامك قاصدا ، محمحما باكيا . فلما رأين النساء جوادك مخزيا ونظرن سرجك عليه ملويا ، برزن من الخدور ، ناشرات الشعور ، على الخدود لاطمات ، الوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات وبعد العز مذللات ، وإلى مصرعك مبادرات . والشمر جالس على صدرك ، ومولع سيفه على نحرك ، قابض على شيبتك بيده ، ذابح لك بمهنده ، قد سكنت حواسك ، وخفيت أنفاسك ، ورفع على القناة رأسك ، وسبي أهلك كالعبيد ، وصفدوا في الحديد فوق أقتاب المطيات ، تلفح وجوههم حر الهاجرات ، يساقون في البراري والفلوات ، أيديهم مغلولة إلى الأعناق ، يطاف بهم في الأسواق . فالويل للعصاة الفساق ، لقد قتلوا بقتلك الإسلام ، وعطلوا الصلاة والصيام ، ونقضوا السنن والأحكام ، وهدموا قواعد الإيمان ، وحرفوا آيات القرآن ، وهملجوا في البغي والعدوان . البحار: 101/322.
الی هنا ما حدث بالحسین (ع) قبل قتله و حین قتله، و اما الحوادث المتاخره عن قتله ایضا فکثیره مفجعه، ئ اعتقد ان الذی وقعت بعد استشهاد الامام(ع) فثلاثه مهمه.
الاولی: سلب الامام.
فاول ما ارتکب القاتلین بالحسین بعد قتله، فسلبهم کل شی یتعلق بالحسین حتی قمیصه و قلنسوته و خاتمه و غیره.
قال السيد ابن طاوس : ثم أقبلوا على سلب الحسين ( عليه السلام ) فأخذ قميصه إسحاق بن حوية [ حوبة ] الحضرمي لعنه الله فلبسه فصار أبرص وامتعط شعره . اللهوف: 177.
الثانیه: سلب الخيام وإحراقها
قال الخوارزمي : وأقبل الأعداء حتى أحدقوا بالخيمة ومعهم شمر بن ذي الجوشن فقال : ادخلوا فاسلبوا بزيهن ، فدخل القوم فأخذوا كل ما بالخيمة حتى أفضوا إلى قرط كان في أذن أم كلثوم - أخت الحسين ( عليه السلام ) - فأخذوه وخزموا أذنها ! حتى كانت المرأة لتنازع ثوبها على ظهرها حتى تغلب عليه . وأخذ قيس بن الأشعث قطيفة للحسين [ ( عليه السلام ) ] كان يجلس عليها فسمى لذلك قيس قطيفة . وأخذ نعليه رجل من الأزد يقال له : الأسود .
ثم مال الناس إلى الورس والخيل والإبل فانتهبوها . مقتل الحسین: 2/37.
قال ابن شهر آشوب : وقصد شمر إلى الخيام ، فنهبوا ما وجدوا حتى قطعت أذن أم كلثوم لحلقة. المناقب: 4/112.
قال محمد بن سعد : وأخذ رجل من أهل العراق حلي فاطمة بنت الحسين ( عليهما السلام ) وهو يبكي فقالت : لم تبكي ؟ فقال : أسلب ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا أبكي ؟ فقالت : دعه ، ( قال : ) إني أخاف أن يأخذه غيري.الطبقات لابن سعد: ترجمه الامام الحسین.
قال الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد ابن المنذر ، عن عبد الله بن الحسين ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) قال : دخلت الغانمة [ العامة ] علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة وفي رجلي خلخالان من ذهب فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلي وهو يبكي ، فقلت ما يبكيك يا عدو الله ؟
فقال : كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله ! فقلت : لا تسلبني ،
قال : أخاف أن يجيء غيري فيأخذه ،
قالت : وانتهبوا ما في الأبنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا. الامالی: 139 ح 2. البحار: 45/82 ح 9.
قال السيد ابن طاوس : قال الراوي : وجاءت جارية من ناحية خيم الحسين ( عليه السلام ) فقال لها رجل : يا أمة الله إن سيدك قتل . قالت الجارية : فأسرعت إلى سيداتي وأنا أصيح ، فقمن في وجهي وصحن . قال : وتسابق القوم على نهب بيوت آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول ، حتى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة عن ظهرها ، وخرج بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله) وحريمه يتساعدن على البكاء ويندبن لفراق الحماة والأحباء . اللهوف: 180.
الثالثه: رض جثمان الامام الحسین بخیول الامویین
أن القوم بعدما قتلوا الحسين عليه السلام وفصلوا رأسه الشريف عن بدنه ، قاموا بتنفيذ أمر عبيد الله بن زياد في رسالته الأخيرة لعمر بن سعد يوم التاسع من محرم والتي أمره فيها بنحو صارم أن ( .. فازحف إليهم حتى تقتلهم ، وتمثل بهم ، فإنهم لذلك مستحقون ، فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ، . . . )
قال السيد ابن طاوس : قال الراوي : ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره ؟ فانتدب منهم عشرة وهم : إسحاق بن حوبة الذي سلب الحسين قميصه ، وأخنس بن مرثد وحكيم بن طفيل السبيعي وعمر بن صبيح الصيداوي ورجاء بن منقذ العبدي وسالم بن خيثمة الجعفي وصالح بن وهب الجعفي وواحظ ابن غانم وهانئ بن ثبيت الحضرمي وأسيد بن مالك لعنهم الله فداسو الحسين ( عليه السلام ) بحوافر خيلهم حتى رضوا ظهره وصدره .
قال الراوي : وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد لعنه الله ، فقال أسيد ابن مالك أحد العشرة : نحن رضضنا الصدر بعد الظهر * بكل يعبوب شديد الأسر فقال ابن زياد لعنه الله : من أنتم؟
قالوا : نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا حناجر صدره . قال : فأمر لهم بجائزة يسيرة . قال أبو عمر الزاهد : فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زنا . وهؤلاء أخذهم المختار فشد أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا. اللهوف: 182.
اللهم بحق الحسین و زینب
اللهم بحق فاطمه و علی
اللهم بحق رقیه و سکینه
اللهم براس الحسین
اللهم بدم الحسین
اللهم بالخد التریب
اللهم بالشیب الخضیب
اللهم بالثقر المقروء بالقضیب
اللهم بحق رضیع الحسین
اللهم باخت الحسین زینب.
اللهم بمهدی الحسین
اشف مرضانا
ارحم موتانا
اغفر لذنوبنا
احفظ قائدنا
عجل فی فرج مولانا و صاجبا.
اَللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً .. برحمتك يا أرحم الراحمين