2024 April 19 - ‫الخميس 10 شوال 1445
ان الامام الحسین(ع) هو باب رحمة الله الواسعة على الخلق
رقم المطلب: ٣٩٤ تاریخ النشر: ٠٨ محرم ١٤٣٩ - ٠٧:٢٨ عدد المشاهدة: 1486
خطبة صلاة الجمعة » عام
ان الامام الحسین(ع) هو باب رحمة الله الواسعة على الخلق

الخطبة الاولى:  8 محرم الحرام 1439  - 139677

 توصیة بتقوی الله عزوجل

الموضوع: ان الامام الحسین(ع) هو باب رحمة الله الواسعة على الخلق

ان لله تعالى أوصافا و ألقابا متعددة و لاريب في ان كل واحد منها يدل على جزء من وجوده و قدرته و كماله و يدل علي ما يستطيع أن يفعل بالخلق!

منها: وصف الرحمة‘ لانه عزوجل هو الرحمان و الرحيم قبل جميع اوصافه و خصاله بعد الخلق! و من أهم صفاته التي أوجب على نفسه هي الرحمة الالهية.

فلذلك بدء الله تعالى ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع السور التي أنزلها على نبيه الا سورة البرائة لمصلحة خاصه فيها.

و الانسان يلاحظ ان الله اذا يكلم نبيه الخاتم صلى الله وعليه واله وسلم أيضا يقول: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين).

و يلاحظ أن النبوة و الامامة أيضا عرفت في كلمات الانبياء و الاولياء بعنوان اللطف اللاهي.

فبالنتيجة يظهر أن الله تعالى قد أعطى مقام الامامة و النبوة الى الأنبياء و الأئمة المعصومين(ع) و جعلهم بين الخلق بعنوان مصاديق واضحه لرحمته الواسعة.

فاذن الامام و النبي بعنوان حجة الله على الخلق مصداق كامل و تام لرحمة الله الواسعة التي قال الله بشانها: رحمتي وسعت كل شي.

و قال: ...فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَسِعَةٍ.... الانعام:147/6.

و هذه الرحمة تشمل رحمته عزوجل الرحمانية و الرحيمية و الدنيوية والاخروية‘ لانها وسعت كل شي من أشياء الدنيا و نعم الآخرة و من المسلمين و غير المسلمين.

و بالتالي من كان مصداقا كاملا لهذه الرحمة الواسعه فلابد و أن يكون رحمته و محبته و علاقته واسعة تشمل كل شي.

فلذلك أن النبي (ص) و كذلك مولانا امير المومنين و أولاده المعصومين يرحمون الناس سواء كانوا من الموالين لولايتهم أو من غير الموالين !

انهم حجج الله على الخلق و من الواضح ان الحجة والولي لابد و أن يكون سيرته بين عباد الله تعالى متناسبا و متفقا مع الله عزوجل‘ لانهم هم القدوة للخلق في التوجه الي الله.

و الله تعالى قد أوجب علي نفسه الرحمة للخلق فقال: قل لمن ما في السموات و الارض قل لله كتب على نفسه الرحمة....

الله تعالى يرحم بجميع عباده فيجب أن تكون حجته أيضا رحيما بكل العباد.

فلذلك من يريد الرحمة الالهيه فعليه أن يتوجه بقلبه و نفسه و وجوده الي الانبياء  والأئمة المعصومين(ع).

في ذلك قال الله تعالى: وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.آل عمران:132/3

و هذه الرحمة أيضا من الله تعالى كما صرح به تعالي لنبيه محمد حيث قال: فبما رحمة من الله لنت لهم ......

يعني لو اردت أن تشملك الرحمة الالهية فعليك أن تطيع حجة الله على الخلق‘ و اذا اطعت الرسول الامام(ع) لعل الله يفتح لك و لمن اتبعك أبواب رحمته ولطفه الواسعة.

لأن الإمام عليه السلام مضافا الي أنه هو السبب بين الأرض والسماء‘ و أنه هو الرابط بين الخالق تعالى وخلقه‘ وهو الذي به رزق الورى‘ و هو الذي به ثبتت الارض و السماء‘ وهوالذي تختلف فيه الملائكة و تنزل عليه الروح ‘ و هو كلمة الله التامة‘ و هو الذي فيه اوصافا عديدة أخر لا يمكن لنا احصاوها.

مضافا الى ذلك أن الامام(ع) رحيم بالخلق كالاب الرحيم بل هو أشد و أكثر!

فعليهذا يمكن القول بأن الامام الحسين هو باب رحمة الله الواسعة ويا باب نجاة الأمة)! كما نقول في أكثر الخطابات و الزيارات.

أن الامام الحسين(ع) و نهضته رحمة من ألفها إلى يائها، كان رحمة في وجوده بين الخلق و في مقاصده وغاياته، ورحمة في حركاته وسكناته، رحمة عامة في جانبها الرحماني تشمل حتى العدو، ورحمة خاصة في جانبها الرحيمي مختصة بالمؤمنين به و بأصحابه و شيعته و محبيه.
فهنا لابد لنا أن نقف بجانب الامام الحسين و قيامه كيف وقف الحسين (ع) من الحر الرياحي وقومه المكلفين من قبل ابن زياد؟

يقول التاريخ: فلما رأى ما بالقوم من العطش أمر أصحابه أن يسقوهم و خيولهم برحمة و محبة ففعلوا كذلك.

و يمكن مشاهدة نظير هذه المعاشرة من الامام الحسين و اصحابه مع الناس  حتى مع العدو في كربلا و أقرء علي مسامعكم نموذجا:

الامام الحسين(ع) مع عبيد الله بن الحر الجعفي..
قال صاحب خزانة الأدب الكبرى: لما ورد الحسين قصر بني مقاتل رأى فسطاطا مضروبا، فقال: لمن هذا ؟ فقيل: لعبيد الله بن الحر الجعفي.

فأرسل إليه الحجاج بن مسروق الجعفي، ويزيد بن مغفل الجعفي فأتياه وقالا: إن أبا عبد الله يدعوك.

فقال لهما: أبلغا الحسين أنه إنما دعاني من الخروج إلى الكوفة حين بلغني أنك تريدها فرار من دمك ودماء أهل بيتك، ولئلا أعين عليك، وقلت: إن قاتلته كان علي كبيرا وعند الله عظيما، وإن قاتلت معه ولم أقتل بين يديه كنت قد ضيعته، وإن قتلت فأنا رجل أحمى أنفا من أن أمكن عدوي فيقتلني ضيعة، والحسين ليس له ناصر بالكوفة ولا شيعة يقاتل بهم..

فأبلغ الحجاج وصاحبه قول عبيد الله إلى الحسين فعظم عليه، ودعا بنعليه ثم أقبل يمشي حتى دخل على عبيد الله بن الحر فسطاطه فأوسع له عن صدر مجلسه واستقبله إجلالا وجاء به حتى أجلسه.

قال يزيد بن مرة: فحدثني عبيد الله بن الحر قال: دخل علي الحسين ولحيته كأنها جناح غراب، فما رأيت أحدا قط أحسن ولا أملأ للعين منه، ولا رققت على أحد قط رقتي عليه حين رأيته يمشي وصبيانه حوله.

فقال الحسين: ما يمنعك يا بن الحر أن تخرج معي؟

فقال ابن الحر: لو كنت كائنا مع أحد الفريقين لكنت معك، ثم كنت من أشد أصحابك على عدوك، فأنا أحب أن تعفيني من الخروج معك، ولكن هذه خيل لي معدة وأدلاء من أصحابي، وهذه فرسي المحلقة فوالله ما طلبت عليها شيئا قط إلا أدركته ولا طلبني أحد إلا فته، فاركبها حتى تلحق بمأمنك وأنا لك ضمين بالعيالات حتى أؤديهم إليك أو أموت وأصحابي عن آخرهم دونهم وأنا كما تعلم إذا دخلت في أمر لم يضمني فيه أحد.

قال الحسين: أفهذه نصيحة لنا منك يا بن الحر؟! قال: نعم.. والله الذي لا شيء فوقه!،

فقال له الحسين: إني سأنصح لك كما نصحت لي إن استطعت أن لا تسمع صراخنا، ولا تشهد واعيتنا فافعل، فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا إلا أكبه الله في نار جهنم.

و مثل هذا الموقف كثيرا ما يمكن نشاهده في حياته و خصوصا في طريقه من المدينه الي كربلا! و ما كان حقيقة هذا الموقف الا تبيينا و تطبيقا لرحمة الله على أحد مصاديقه و هو الامام الحسين(ع).

أسأل الله تعالی و أتضرع الیه أن یوفقنا بتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه. و أسال الله تعالی أن یجنبنا عن جمیع المعاصی والذنوب.

اللهم اغفر لنا و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا،  لجمیع المومنین و المومنات والشهداء و الصدیقین، جمیع عبادالله الصالحین.

اللهم وفقنا لما تحب و ترضاه.  أستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

الخطبة الثانية:  8 محرم الحرام 1439  - 139678

اللهم صل و سلم علی صاحبه هذه البقعه الشریفه، الکریمه علی رسول الله و امیر المومنین ، و الحبیبه علی اخویها الحسن والحسین، بطله کربلا و عقیله الهاشمیین ، بنت ولی الله، و اخت ولی الله، و عمه ولی الله، زینب الکبری علیها افضل صلوات المصلین.

اللهم وفقنا بخدمتها فی هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکی ، وارزقنا شفاعتها المقبوله، آمین یا رب العلمین

عباد الله! اجدد لنفسی و لکم الوصیه بتقوی الله، فانها خیر الامور و افضلها.

ایها الاخوه الاخوات!

في تكملة البحث:

فالامام الحسين(ع) في كل موقف من طريق المدينة الي كربلا يلتقي فيه شخصيات لا تريد أن تكون له أو عليه، وتتشبث بأعذار واهية هربا من نصرته، ولكنه(ع) يشفق عليها ويقترح لها طريقا يجنبها النار، وذلك بأن لا تسمع له واعية.
فلذلك لا نستغرب بعد هذا البيان اذا نسمع أن الحسين (ع) يبكي يوم كربلاء خوفا على أعدائه أن يدخلوا النار بقتله؟! لانه مصداق حقيقي واقعي لرحمة الله تعالى.
و لا نستغرب أن نخاطب الحسين(ع) و نقول له: السلام عليك يا باب رجمة الله الواسعة! و يا باب نجاة الأمة!

فقد سئل أحد علماء الامامية الكبار و كان من أهل العرفان بالله تعالي و صاحب ىرجات معنوية عالية: بماذا وصلت الى هذه المقامات؟ فقال رحمه الله: بالقران والتوسل بالامام الحسين عليه السلام.
وقد ذكر الشيخ محمد تقي بهجت انه راى استاذه السيد القاضي في المنام يقول فسئلته عن شي لم يفعله في الدنيا فقال كنت ازور زيارة عاشوراء في اليوم مرة ولو كنت فعلتها في اليوم مرتين كان احسن وافضل لي.
يعني جميع المقامات المعنوية و النعم الالهية خصوصا في الأخرة تحت اشراف أبي عبد الله الحسين(ع).

فلذلك أحب أن اقول لكم ايها المومنون و ايتها المومنات الكريمات: هلموا الى المولى الامام الحسين(ع) سيد الشهداء لكي تحرزوا الرحمة والمغفرة من الله عزوجل و هو خير لكم في الدنيا و الاخرة.

مقتل الطفل الرضيع:

كان للحسين (ع) ستة أبناء ذكور و اسم ثلاثة منها علي.

علي الاكبر و علي الاوسط و علي الاصغر.

و قد سمى الامام الحسين اولاده الذكور الثلاثة باسم ابيه علي(ع) بسبب حبه الشديد له.

و اما كل واحد من الثلاثة من زوجة من زوجات الامام الحسين(ع) يعني ليسوا من أم واحد بل من الامهات.

أن علي الاكبر ليلى و ام علي بن الحسين اي السجاد شهربانو بنت يزدجرد و علي الاصغر من زوجته الاخرى اسمها رباب.

و كل هولاء الثلاثة موجودين في كربلا و اثنام مهما استشهدا و بقي الاخر ايا الامام السجاد(ع).

اما بالنسبة الى علي الاصغر نقرء في زيارة الناحية:

السلام على علي الكبير‘ السلام على الرضيع الصغير.

ارباب المقاتل يقولون:

ولما رأى الحسين ( عليه السلام ) مصارع فتيانه وأحبته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى :

هل من ناصر ينصرني

هل من معين يعنني.

هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟

هل من موحد يخاف الله فينا ؟

هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟

هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا ؟

و نادى ثم نادى ثم نادى ....فلم يجبه أحد يعني لم يبق أحد من أصحابه و أهل بيته حيا حتى يقوم و ينصره!

فبقي فريدا غريبا وحيدا و لايكون معه(ع) أحد!

فارباب المقاتل يعني المشهور منهم يقولون أن الامام (ع) أقبل علي الخيام ليودع أهل بيته و نسائه و أخواته و أطفاله‘ و أما بعض أصحاب المقاتل يقولون: أن الامام(ع) قبيل قتال الاعداء بنفسه اتخد منهجا تبليغيا آخر و هو ما رواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص:

 

قال ابن الجوزي نقلا عن هشام بن محمد :

لمل رآهم الحسين(ع) مصرين على قتله أخذ المصحف و نشره و جعله علي رأسه و نادي : بينكم و بيني كتاب الله و جدي محمد رسول الله!

يا قوم ! بم تستحلون دمي؟!....قال و قال الى أن قال الرواي:

فالتفت الحسين فإذا بطفل له يبكي عطشا

(فمشى الي الخيمة و نادى: ناولوني طفلي الصغير!

فأخذه على يده و رجع الى ميدان الحرب )و قال : يا قوم إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل ؛

و حسب ما رواه بعض أخر قال الامام: يا قوم! ان كنت قد ارتكبت ذنبا كما تزعمون ‘ فما ذنب هذا الطفل؟ اسقوه جرعة ما!

فرماه رجل منهم بسهم فذبحه ،

اي فرماه حرملة بن الكاهل الاسدي بسهم مسموم فوقع في نحره فذبحه من الاذن الى الاذن!

(فاذا راى الحسين أن رأس الطفل الرضيع الذي كان في يده قد سقط من يده(ع) فنظر الحسين الى الطفل ان مذبوح من الاذن الى الاذن!)

فجعل الحسين يبكي ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا، فنودي من الهوى : دعه يا حسين فان له مرضعا في الجنة!

و حسب ما رواه بعض أخر من اصحاب المقاتل: رجع الحسين بابنه المذبوح الي الخيمه فمشي برجله اليها و ابنه المذبوح علي يديه الطاهره فمشي و مشي حتي قرب الي الخيمة فاذا راى ان ابته الصغيره تاتي من الخيام و تستقبل اباه الحسين!

فلما قربت ابنته منه بسمع الحسين انها تنادي بصوت فرح: يا ابه! لعلك سقيت أخي الماء!

يعني حين كنت تذهب بأخي علي الى الميدان كان أخي عطشانا و أظن أنك سقيته!

فقال الحسين لابنته الصغيره بلسان الحال: لاتنقطي بنيه و قال بلسانه المقال: بنية! هاك أخاك مذبوحا بسهم الاعداء!

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین.

اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم اید عساکر المجاهدین، لاسیما الذین جاهدوا فی ارض سوریا و العراق و لبنان والبحرین و الیمن و فی کل مکان.

اللهم فک عن اسرانا و المحاصرین فی بلادنا من اخواننا المسلمین.

اللهم ارزقنا توفیق الشهاده فی سبیلک.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

 اللهم اغفر للمومنین و المومنات، لاسیما الشهداء ، و اعل درجتهم و احشرنا معهم.

اللهم اشغل الظالمین بالظالمین، و اجعلنا من بینهم سالمین غانمین.

اللهم اشف مرضانا و مرضی المسلمین جمیعا.

اللهم ارحم موتانا و موتی المسلمین.

اللهم عجل لولیک الفرج. والعافیه النصر و اجعلنا من خیر اعوانه و انصاره و شیعته.

الللهم وفقنا لماتحب و ترضاه.

ان احسن الحدیث و ابلغ الموعظه کتاب الله عزوجل:



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین