2024 April 25 - ‫الأربعاء 16 شوال 1445
دور المراه الصالحه فی دوام الاسره و بقائها
رقم المطلب: ١٩١ تاریخ النشر: ١٤ ربیع الثانی ١٤٣٨ - ٢٣:٤١ عدد المشاهدة: 1126
خطبة صلاة الجمعة » عام
دور المراه الصالحه فی دوام الاسره و بقائها

الخطبه الاولی: 14 ربیع الثانی 1438- 95/10/24

توصیه بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! اوصیکم و نفسی بتقوی الله و اتباع امره و نهیه و احذرکم من عقابه.

ایها الاخوه المومنون و ایتها الاخوات المومنات!

ان حیات الانسان تتشکل من جانبین : الدنیا و الاخره.

اما الدنیا فهو دار عمل و الآخره دار بقاء وجائزه و نتیجه، و کلاهما صعب و لا یمکن تحصیل ای منهما الا بمشقه، اما مشقه الدنیا لاجل العمل و صور الاعمال متنوعه، و بعضها جاذبه و جاذبیه بعضها اکثر من الآخر خصوصا فی النفس.

فلذلک یمکن ان نقول ان الدار الذی فیه العمل اصعب من الدار الذی فیه الجائزه. و لذلک الآخره نتیجه العمل فی الدنیا. یعنی من یعمل عملا فی الدنیا فیری نتیجته و ثمرته فی الآخره.

لان نشاطات الدنیویه بالرغم من انها متنوعه و متفاوته و موثره فی سعاده الانسان و لکن حصیلتها تضغط بکلمه واحده و هی ترک الذنوب.

و ان ترک الذنوب و ان کان ترکا و لیس بفعل و لکن فی الروایات عن ائمه اهل البیت(ع)  نلاحظ انهم قالوا انه اشد اجتهادا.

ففی ذلک قالت فاطمه ابنه رسول الله(س): اَشَدُّ النّاسِ اِجتهاداً مَن تَرکَ الذُّنوب.
و ترک الذنوب لاجل التقرب الی الله تعالی  هو التقی من الله تعالی.

و اما عله صعوبته التی قالتها فاطمه ابنه رسول الله(س) لان ترک الذنوب ففی الحقیق جهاد و من اعظم اقسام الجهاد و هو جهاد اکبر و جهاد النفس، و واضح ان للجهاد صعوبه و مشقه فی الدنیا و لکن من تحمل هذه الصعوبه و هذه المشقه فی الدنیا کان له مستقبلا عالیا فی الآخره، لان الآخره للمتقین.

 

الموضوع: دور المراه الصالحه فی دوام الاسره و بقائها:

مما احب الله تعالی تاسیسه فی الدنیا و رغب عباده ببنائه هو تاسیس بناء الاسره، حیث قال رسول الله(ص) فی روایه رواها الشیخ الصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا بُنِيَ بِنَاءٌ فِي الْإِسْلَامِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ التَّزْوِيجِ .

وسایل الشیعه: کتاب النکاح، ابواب مقدمات، باب 1 ح 4.

و هذا البناء ای الاسره تتشکل من رجل و امراه، و لکل واحد منهما دور کبیر فی بقائها و دوامها و تهنئه عیشها، و ان الله عز وجل قد القي مسؤولية الاسره و اداره هذا البناء العظیم على عاتق الاثنين؛ ای الرجل و المراه، والزوج و الزوجه.

لانهما اساس هذا البناء قبل کل احد.

الرجل یدیر قسما من هذا البناء و الرماه ایضا تدیر قسما آخر منه.فالرجل هو الذی یحافظ علی الاسره و المرأة ایضا هي التي تحافظ على الاسرة، و لکن المهم ان لا يغفل أحدٌ من النّاس أهميّة دور المرأة في صلاح المجتمع، بحیث بدون أن تؤدّي المرأة دورها، لا يمكن لاحد أن تجعل حیاته حیاه طیبه و تسیر فیها.

وإنّ أهميّة دور المرأة في الاسره و المجتمع تكمن من أهميّة الرّسالة التي تؤديّها المرأة في المجتمع، و هی رساله تربویه و و خصوصا تربیه الانسان،

نعم هذه رساله المراه فی المجتمع الانسانی و لذلک نعتقد و نقول باهمیه دورها.

حتی یمکن لنا ان نقول مستفیدا من الروایات: أن المرأه هى قلب المجتمع، و بالتالی اذا صلح القلب صلح المجتمع و صلحت الاسره.

فصلاح المجتمع و صلاح الاسره و بالنتیجه صلاح الامه الانسانیه و فی مقابلها فساد هذه المجامیع رهین المراه.

و لاجل هذا المهم رغب الله تعالی الانسان عموما و المراه خصوصا بالصلاح و الاصلاح، و حتی حین شرع الله عزّ وجلّ الزّواج، وجعل فيه السّكينة والطمأنينة، أنعم الله على عباده المؤمنين بنعمة الزّوجة الصّالحة، ففی الحقیقه الزّوجة الصّالحة هي بمثابة جائزة يكرم الله بها عباده المؤمنين، فتكون للرجل الرّاحة والأمان بسبب الزجه الصالحه، في الدّنيا والآخرة.

فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من سعادة المرء الزوجة الصالحة . وسائل الشيعة (آل البيت)ج 20 ص 41.

و فی روایه عن عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام ) قال : ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله . وسائل الشيعة (آل البيت) ج 20 ص 39.

کما ان الزوجه الصالحه من سعاده المرء ، کذلک الزوجه غیر الصالحه لا قیمه لها اصلا و لها دور لفساد المجتمع.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّمَا الْمَرْأَةُ قِلَادَةٌ فَانْظُرْ مَا تَتَقَلَّدُ وَ لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ خَطَرٌ لَا لِصَالِحَتِهِنَّ وَ لَا لِطَالِحَتِهِنَّ فَأَمَّا صَالِحَتُهُنَّ فَلَيْسَ خَطَرُهَا الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ هِيَ خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ أَمَّا طَالِحَتُهُنَّ فَلَيْسَ خَطَرُهَا التُّرَابَ التُّرَابُ خَيْرٌ مِنْهَا .

 

وَ قَالَ ابوعبدالله ع : خَمْسُ خِصَالٍ مَنْ فَقَدَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ لَمْ يَزَلْ نَاقِصَ الْعَيْشِ زَائِلَ الْعَقْلِ مَشْغُولَ الْقَلْب : فاولها صحه البدن، والثانیه الامن، والثالثه السعه فی الرزق ، والرابعه الانیس الموافق.

قلت: و ما الانیس الموافق؟

قَالَ الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ وَ الْوَلَدُ الصَّالِحُ وَ الْجَلِيسُ الصَّالِحُ‏ وَ الْخَامِسَةُ وَ هِيَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ الدَّعَةُ .

 

وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عز وجل : إذا أردت أن أجمع للمسلم خير الدنيا وخير الآخرة جعلت له قلبا خاشعا ، ولسانا ذاكرا ، وجسدا على البلاء صابرا ، وزوجة مؤمنة تسره إذا نظر إليها ، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله . وسائل الشيعة:20/40.

و فی حدیث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ......وأوحي إلى موسى عليه السلام أني أعطيت فلانا خير الدنيا والآخرة وهي امرأة صالحة . جامع أحاديث الشيعة ج 20 ص 52.

اسال الله تعالی و اتضرع الیه ان یوفقنا و جمیع الاخوات بصلاح الاسره و تحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه.

و اسال الله تعالی ان یجنبنا عن جمیع المعاصی والذنوب.

اللهم وفقنا لما تحب و ترضاه.

اللهم اغفر لنا و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا،  لجمیع المومنین و المومنات والشهداء و الصدیقین، جمیع عبادالله الصالحین.

استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات.

ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله عزوجل:

 

 

 

 

 

 

 

الخطبه الثانیه: 14 ربیع الثانی 1438- 95/10/24

اللهم صل و سلم علی صاحبه هذه البقعه الشریفه، الکریمه علی رسول الله و امیر المومنین ، و الحبیبه علی اخویها الحسن والحسین، بطله کربلا و عقیله الهاشمیین ، بنت ولی الله، و اخت ولی الله، و عمه ولی الله، زینب الکبری علیها افضل صلوات المصلین.

اللهم وفقنا بخدمتها فی هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکی ، وارزقنا شفاعتها المقبوله، آمین یا رب العلمین

عباد الله! اجدد لنفسی و لکم الوصیه بتقوی الله، فانها خیر الامور و افضلها.

ایها الاخوه و الاخوات!

فی تکمله البحث فی دور المراه الصالحه فی اصلاح المجتمع و الاسره.

قصه فی دور امراه صالحه و النیل الی سعاده دنیویه و اخرویه:

روي أنه كان يعيش في مكة رجل فقير متزوج من امرأة صالحة.
قالت له زوجته ذات يوم: يا زوجي العزيز ليس عندنا طعام نأكله ولا ملبس نلبسه؟ فخرج
الرجل إلى السوق يبحث عن عمل، بحث وبحث ولكنه لم يجد أي عمل، وبعد أن أعياه البحث، توجه إلى بيت الله الحرام، وصلى هناك ركعتين وأخذ يدعو الله أن يفرج عنه همه.
وما أن انتهى من الدعاء وخرج إلى ساحة الحرم وجد كيساً، التقطه وفتحه، فإذا فيه ألف دينار.
ذهب الرجل إلى زوجته يفرحها بالمال الذي وجده لكن زوجته ردت المال وقالت له: لابد أن ترد هذا المال إلى صاحبه فإن الحرم لا يجوز التقاط لقطته، وبالفعل ذهب إلى الحرم ووجد رجل ينادي: من وجد كيساً فيه ألف دينار؟
فرح الرجل الفقير، وقال: أنا وجدته، خذ كيسك فقد وجدته في ساحة الحرم، وكان جزاؤه أن نظر المنادي إلى الرجل الفقير طويلاً
ثم قال له: خذ الكيس فهو لك، ومعه تسعة آلاف أخرى، استغرب الرجل الفقير، وقال له: ولما؟

قال المنادي: لقد أعطاني رجل من بلاد الشام عشرة آلاف دينار، وقال لي: اطرح منها الف في الحرم، ثم ناد عليها، فإن ردها إليك من وجدها فادفع المال كله إليه فإنه أمين. و ها انا قد فعلت ما قاله لی و دفعت المال الیک.

ایها الاخوه و الاخوات! هذه القصه واقعیا او خیالیا فهی مصداق ما قال الله تعالی: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).

و معلوم ان هذا الریق لاجل تقوی الرجل و تقی الرجل لاجل ترغیب زوجته و هی امراه صالحه، و صاحبه دور کبیر فی السعاده.

و اما السوال المهم فی هذا الموضوع هو ان المراه فلابد ان تعمل بای عمل او تسیر بایه سیره حتی تکون امراه صالحه و موجبه للسعاده؟

و هذا السوال سوال مهم واقعی و لابد لنا من الجواب عنه طیله الخطب الآتیه.

 

نقطه مهمه احب ان اذکر بها فی هذه الخطبه:

وفاه عالم فقیه قرآنی کبیر، و رجل سیاسی عظیم، سماحه آیه الله الشیخ اکبر رفسنجانی

ایها الاخوه و الاخوات! زوار العقیله و مجاوریها!

اعزیکم و اعزی اخواننا و اخواتنا فی اقصی العالم! من محبی الثوره الاسلامیه الایرانیه، بوفاه سماحه آیه الله الشیخ اکبر رفسنحانی رییس مجلس تشحیص مصلحه نظام فی الجمهوریه الاسلامیه الایرانیه.

انه أحد أصحاب الإمام الخميني المقدس الراحل قدس سره والقائد الإمام الخامنئي دام ظله.
وهو يُعتبَر من الأشخاص الذين ساهموا في صناعة الثورة وتركوا بصمات في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

و كان يعتبر الثورة کانها ولداً من أولاده، فلذلك یحبها کثیرا و لم يقصر أبداً في نصرة الثورة والجمهورية الإسلامية في سرائها وضرائها.
ان للشیخ المرحوم رفسنجانی رحمه الله تعالی تمیز خاص علی غیره، و هو اتباعه  لخط الإمام الراحل وانقياده للسيد القائد، ولذلک بالرغم من أنه  كان أحياناً يتمتع بأفكار مغايرة إلا أنه كان يلتزم بقیاده ولایه الفقیه و یعتقد بأن القيادة هي شأن السيد القائد الامام الخامنئی  وأن شأنه الاتباع. و هذا التمیز یرتقی مقامه عند الامه التی حضرن فی تشییعه المهیب.

ایها الاخوه و الاخوات!

ان هذه المحبه التی تهدیها الامه الاسلامیه الی الشیخ المرحوم رفسنجانی فی تشییعه و مجالسه فی عالم الاسلام و سایر الدول فهو فی الحقیقه اظهار محبه و تعظیم للثوره الاسلامیه و للجمهوریه الاسلامیه و للالمام الخمینی ولقائد الامه الاسلامیه، لان المرحوم رفسنجانی و امثاله من تلامذه الامام الخمینی و من ابناء الثئوره الامام الخمینی المقدس.

و لاجل ان الامام الخمینی کان رجلا مخلصا بحقیقه الاخلاص، فکل من تعلق به و کل من تاتم به و کل من کان بینه و بین الامام علاقه خالصع فهو محبوب عند الامه الاسلامیه.

فلذلک نسأل الله عزَّ وجل أن يشمل الامام الخمینی و جمیع اصحابه و و الشهداء و هذا الفقيد برحمته الواسعة والمغفرة وعلو الدرجات.

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین. اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم اید عساکر المجاهدین، لاسیما الذین جاهدوا فی ارض سوریا و العراق و لبنان والبحرین و الیمن و فی کل مکان.

اللهم فک عن اسرانا و المحاصرین فی بلادنا من اخواننا المسلمین.

اللهم ارزقنا توفیق الشهاده فی سبیلک.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

 اللهم اغفر للمومنین و المومنات، لاسیما الشهداء ، و اعل درجتهم و احشرنا معهم. اللهم اشغل الظالمین بالظالمین، و اجعلنا من بینهم سالمین غانمین.

 للهم اشف مرضانا و مرضی المسلمین جمیعا.

اللهم ارحم موتانا و موتی المسلمین. اللهم عجل لولیک الفرج. والعافیه النصر و اجعلنا من خیر اعوانه و انصاره و شیعته.  الللهم وفقنا لماتحب و ترضاه. ان احسن الحدیث و ابلغ الموعظه کتاب الله عزوجل:



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین