نسخة الموبایل
www.tabatabaey .com
في خطبة الجمعة بمصلى مقام السيدة زينب (ع) آية الله الطباطبائي الأشكذري: " التطبيعِ مع الكيانِ الصهيونيِّ ليس سوى تعبيرٍ مخفَّفٍ عن الاستسلام والخنوعِ، لا السلامِ والصلحِ"
رقم المطلب: 897 تاریخ النشر: 30 محرم 1442 - 17:52 عدد المشاهدة: 478
أخبار خاصة » عام
في خطبة الجمعة بمصلى مقام السيدة زينب (ع) آية الله الطباطبائي الأشكذري: " التطبيعِ مع الكيانِ الصهيونيِّ ليس سوى تعبيرٍ مخفَّفٍ عن الاستسلام والخنوعِ، لا السلامِ والصلحِ"

القسم الإعلامي بمكتب الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا

ندّد ممثل الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا بالتطبيع العلنيّ مع الكيان الصهيونيّ، ودعا لاستلهام الدروس والعبر من تجارب التاريخ التي أثبتت أن التطبيع انزلاق لهاوية الذل والمهانة السحيقة والتي ستفتح أبواب الشرّ على دعاته، وأكد على خيار المقاومة سبيلاً للتحرير والعزة والكرامة مهما بلغت الأثمان والتضحيات. جاء ذلك في خطبة الجمعة السياسية التي ألقاها سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري في مصلى مقام السيدة زينب (ع) (18/9/2020).

وقد استهلّ متولي مصلى المقام الزينبي خطبته باستعراض الدروس والعبر من تاريخ الأمة في محطات الصراع المفصلية بين الحق والباطل، وقال: "لَنا في تاريخِنا دروسٌ وعِبَرٌ؛ فَكَمْ سجَّلَت صفحاتُهُ حوادثَ وأحداثاً أليمةً انطَلَت فيها على البعضِ، أفراداً وحتى حكوماتٍ، مكائدُ أهلِ الباطلِ، فأُخِذوا بمَظاهِرِهم البرّاقةِ وابتساماتِهم الخدّاعةِ، لافتقاد البصيرةِ، وضعفِ تمييزِ العدوِّ من الصديق، فاختلَطَت عليهم الأمورُ وتاهوا، فآلَ أمرُهُم في النهايةِ للذلِّ والهوانِ، بعدَ أن ضيّعوا عزّتهم واستقلالَهم وشرفَهم".

ثم عرّج ممثل الإمام القائد (دام ظله) في سوريا على قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتي وصفها بالمحنة التي تميّز أصحاب المبادئ الحقة عن الللاهثين وراء حطام الدنيا، وقال: "غريبٌ أن يصلَ الأمرُ ببعض حكوماتِ المنطقةِ كي يعلنوا التطبيعَ رسمياً، بينما هناك مؤشِّراتٌ على انتظارِ أخرى دورَها للتوقيع مع الكيان الصهيوني! والأغرَبُ أن يتصوّر هؤلاءِ التطبيعَ باباً للسعادةِ، غافلينَ عن أنهم اختاروا أقصرَ الطرُقِ لفتح أبواب الشقاءِ والشرِّ على أنفسهم و حكوماتهم ودولهم!"

وسلّط إمام جمعة مصلى المقام الزينبي الضوء على حقيقة التطبيع، فقال: "إذا أردنا أن نقدِّم تعريفاً قرآنياً لِما يُدعى التطبيعَ، لقُلنا: إنّ التطبيعَ هو التخلّي عن الحقِّ وثوابِتِهِ، والتهاونُ أمامَ الباطلِ لِمن فقدوا البصيرةَ والصبرَ، إمّا اغتراراً بزخارِفِ الدنيا وحطامِها أو خوفاً من بطشِ الأعداءِ أو تعباً من الاستقامةِ في طريق ذاتِ الشوكةِ".

وأضاف سماحته بأنّ مثل تلك الخطوات الانهزامية لن تمسّ في إرادة المتمسكين بالحق، وقال: "إنّ أهل الحقِّ لا يخافون في الحقِّ لومةَ لائمٍ، ولا يستوحِشون طريقَ الحقِّ لقلّةِ سالكيه؛ شعارُهم في ذلك قولُه تعالى: "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". وعلينا أن نعلَمَ بأن التطبيعَ لن يُرضِيَ الأعداءَ الذين لن يقبَلوا بأقلَّ من التخلّي الكامل عن ديننا وقيمنا وهويتنا، يقول تعالى: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)".

واستنكر سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري مواقف بعض المتشدّقين بالدين لتبرير التطبيع، وقال: "إنّ الأدهى والأمَرَّ، أن يتَنَطَّحَ بعضُ من ينتسِبون للدين كي يبرِّروا التطبيعَ باسمِ الدينِ، والدينُ منهم بَراءٌ؛ فهذا خطيبُ الحرمِ المكيِّ صار من دعاةِ التطبيعِ بعدَ أن كان يدعو لفلسطينَ وأهلِها. أفٍّ لكم ولمتاجرتكم بالدين وجرأتِكم على الله ورسوله!".

وختم سماحته خطبته بالتأكيد على خيار المقاومة رغم الضغوط، وقال: "إنّ لسلوكِ طريقِ الحقِّ أهلَه من ذوي الصبر والبصيرة، وهناك أثمانٌ باهظةٌ يجب أن تُدفعَ، ولكن علينا أن نعلمَ -كما قال إمامنا الخامنئيُّ (دام ظله)- بأنّ تكاليفَ الاستقامةِ على الحقِّ أقلُّ بكثيرٍ من تكاليفِ الرضوخِ للباطلِ. وما النصرُ إلا صبرُ ساعةٍ؛ والسبيلُ له واضحٌ لا لُبسَ فيه، أَلا وهو المقاومةُ. ولْيعلمِ الجميعُ بأنّ من اختارَ خيارَ المقاومةِ سبيلاً لن يقبلَ الهوانَ ببيعِ كرامته وعزته ودينه. وكما كانت فلسطينُ معياراً لتمييزِ جبهةِ الشرفِ والإخلاصِ والثباتِ عن جبهةِ الباطلِ، فستبقى كذلك في أيامِ التطبيعِ العِجافِ. وستثبتُ الأيامُ صوابيةَ خيارِ المقاومةِ، وفشلَ خيارِ التطبيع والاستسلامِ، فانتظِروا إنّا معكم من المنتظرين. وما النصرُ إلا من عند الله القوي العزيز. (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)".












Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: