نسخة الموبایل
www.tabatabaey .com
آفات المبلغين و عملهم التبلیغي
رقم المطلب: 304 تاریخ النشر: 27 شعبان 1438 - 01:32 عدد المشاهدة: 1625
المقالات » عام
آفات المبلغين و عملهم التبلیغي


آفات المبلغين و عملهم التبلیغي

بالسعي من

السيد ابوالفضل الطباطبائي الاشكذري

 

 

 

 

 

 

ان التبليغ من القضايا الاساسيه في الحياه الاجتماعيه للانسان‘ بما ان التبليغ يتعلق بفكر الانسان و قلبه‘ و هما من الاعضاء الرييسة لحيات الانسان.

لان لفظ التبلیغ مشتق من البلوغ و البلاغ بمعنی الایصال التام الکامل للرساله اوالخبر او الفکره او الکلام الی الطرف الآخر.

و بهذا البیان یتضح الفرق بینه و بین کلمه الوصل ‘ و الي هذا اشار العلامه المصطفوی فی کتابه (التحقیق فی کلمات القران الکریم).

قال: والتحقیق ان حقیقه معنی هذه الماده: هو الوصل الی الحد الاعلی و المرتبه المنتهی و هذاهو الفرق بینها و بین ماده الوصول ، فلایقال: وصلت الثمار و لا وصل الصبی و لا وصل اشده.

و بهذا یظهر اللطف فی اختیار هذه الماده فی جمیع موارد استعمالاتها ، فان هذا القید منظور و محفوظ فی کل واحد منها.

فظهر ان المبلغ هو من یسعی بکل جهد لایصال ماده التبلیغ  الی مقصدها النهایی الذی هو فکر المخاطب و قلبه

فالمبلغ هوالذي يرتبط عمله بفكر الانسان و قلبه الانسان.

مضافا الي ذلك ان القدرة على البيان والكلام ايضا تعتبر من جملة خصائص الإنسان وما يميزه عن الحيوانات وقد زرع الله تعالى هذه القوة في داخله. ﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ
فلذلك حقيقة البيان و حقيقه التبليغ هي عبارة عن تحريك الأشخاص للقيام بعمل ما أو منعهم منه.

فيجب ان يكون التبليغ بأسلوب صحيح و سليم عن الأفات و الأمراض لكي ينتقل المفاهيم الدينية و المعارف الاسلامية بشكل صحيح و اسلوب دقيق الي فكر أعضاء المجتمع  الانساني و قلوبهم.

و من المعلوم ان أصح الاساليب التبليغية في الاسلام هي اسلوب الانبياء والاولياء والاْيمة المعصومين(ع).

و لاريب في ان من يريد ان يسير في طريق صحيح سليم فلابد له ان يتعرف على كل آفة من آفات الطريق قبل المسير اليه.

فلذلك احب ان اتكلم معكم في هذه الجلسة بموضوع آفات التبليغ و العمل التبليغي.

حسب ما يستفاد من القرآن الكريم والاخبار و الروايات الصادرة ع النبي الاعظم و الائمة المعصومين(ع) ن المبلغ و عمله بين المهمين:

من جانب ان المبلغ في مقام عظيم عند الله و عند الخلق

کان رسول الله (ص) یصف نفسه بالمبلغ قائلا:

انما انا مبلغ. مسند احمد: 6/33 رقم 16934.

فکما ان النبی سفیر الرب، و ینطق عن الحق ، فیمکن ان نقول: ان المبلغ ترجمان الحق، و سفیر الخالق، و داعی الناس الی الله تعالی.

و من جانب آخر انه في خطر عظيم.

و آفه المبلغ و آفه العمل التبليغي احدى المصاديق لخطر عظيم.

 

و اما الآفات فهي كثيرة لان دائرة فعالية المبلغ اوسع من غيره لإ فاشير الي بعض منها في المحاور متعددة:

آفات أخلاقية‘ آفات عقائدية‘ أفات اجتماعية‘ آفات سياسيه و موارد أخرى.

 

الاولى: عدم اِحاطَه المبلغ  بِالدّينِ مِن جَميعِ جَوانِبِهِ

قال رسول الله صلّى الله عليه و آله : إنَّ دينَ اللهِ تَعالى لَن يَنصُرَهُ إلا مَن حاطَهُ مِن جَميعِ جَوانِبِهِ.

و قال ايضا: لا يَقومُ بِدينِ اللهِ إلا مَن حاطَهُ مِن جَميعِ جَوانِبِهِ .

و قال الإمام عليّ عليه السّلام : إنَّمَا المُستَحفَظونَ لِدينِ اللهِ هُمُ الَّذينَ أقامُوا الدّينَ ونَصَروهُ ، وحاطوهُ مِن جَميعِ جَوانِبِهِ ، وحَفِظوهُ عَلى عِبادِ اللهِ ورَعَوهُ .

 

الثانية: مخالفه القول للعمل.

من آفات التبليغ و المبلغ و العمل التبليغي مخالفة قول المبلغ في عمله التبليغي مع عمله الفردي و الاجتماعي.

قَالَ الله تَعَالَى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [البقرة:44].
قالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) [الصف:2-3].
قالَ تَعَالَى إخباراً عن شعيب صلى الله عليه وسلم: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) [هود:88].

عن أَبي زيد أسامة بن حارثة رضي الله عنهما، قَالَ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (يُؤْتَى بالرَّجُلِ يَوْمَ القيَامَةِ فَيُلْقَى في النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أقْتَابُ بَطْنِهِ فَيدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ في الرَّحَى، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْه أهْلُ النَّارِ، فَيَقُولُونَ: يَا فُلانُ، مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُ تَأمُرُ بالمعْرُوفِ وَتنهَى عَنِ المُنْكَرِ؟

فَيقُولُ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بِالمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ، وأنْهَى عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ.

 

الثالثة: حب الدنیا.

عن الإمام الصادق عليه السلام:
من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه، جعل الله الفقر بين عينيه وشتت أمره ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم له، ومن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همه، جعل الله الغنى في قلبه وجمع له أمره

و في ذيل ذلك الآفه آفة حب النفس و آفة حب الشهرة و غيرهما

ب) حب النفس.

ج) حب الشهره.

كل ذلك من آفات الميلغ و العمل التبليغي.

 

الرابعه: عدم تلبس المبلغ بالصبر والاستقامة

يترافق العمل الذي يقوم به الإنسان بنوع من المشقة. ولكل عمل يقوم به الشخص نوع من المشقة والمشكلات التي لا بد من الاختلاط بها. وهكذا حال الأعمال الثقافية إذ يكون لها مشكلات خاصة. والمبلغ الذي يرغب التمهيد لنشاطه الثقافي لا بد سيواجه بعض المشكلات سواء كانت مشكلات ذات علاقة بالعمل التبليغي او الامكانيات الضرورية للحياة.

فالذي يجب علي المبلغ أن يزين نشاطه بالصبر على المشكلات سواء كانت سياسية أو اجتماعية!
يواجه المبلغ العديد من الصعوبات في مكان تبليغه، لا بل قد لا يوجد مبلغ لا يواجه الصعوبات.

يوصي الإمام علي عليه السلام بالصبر عند الصعوبات والبلايا حيث ستكون النتيجة حسنة. يقول: "وإن ابتليتم، فاصبروا فإن العاقبة للمتقين.

 ويقول أيضاً: "واستشعروا الصبر فإنه أدى إلى النصر.
لو عدنا إلى الأنبياء وإلى سفراء الله العظام، لوجدناهم صابرين أمام الصعوبات والمشكلات وما تعرضوا له من تعذيب وأذى.

يقول الإمام عليه السلام: "رحم الله عبداً... جعل الصبر مطية نجاته.
وإذا غلب الجزع وعدم التحمل على المشاكل عند ذلك لا يمكن الحديث عن نجاح في العمل التبليغي. يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع.
فبناءً على ما تقدم فالصبر من جملة الأسباب التي تؤدي إلى نجاح المبلغ في ساحة تبليغ الدين و عىم الصبر آفة للمبلغ.

 

الخامسة: سوء الظن بالناس و بسایر المبلغین.

 إن مسالة سوء الظن هي من المسائل التي ورد النهي عنها في القرآن الكريم وفي الروايات أيضاً. إذ على المسلمين أن يحسنوا الظن ببعضهم البعض لأن سوء الظن من الوسائل التي تشتت المجتمع وتمزقه، ويستفاد من القرآن الكريم أن سوء الظن يسبب التجسس، والتجسس يسبب الغيبة، لذا علينا حمل أعمال الآخرين على الصحة.

يقول الإمام الهادي (عليه السلام): إِذَا كَانَ زَمَانٌ الْعَدْلُ فِيهِ أَغْلَبُ مِنَ الْجَوْرِ فَحَرَامٌ أَنْ يَظُنَّ بِأَحَدٍ سُوءاً حَتَّى يَعْلَمَ ذَلِكَ مِنْهُ وَ إِذَا كَانَ زَمَانٌ الْجَوْرُ أَغْلَبُ فِيهِ مِنَ الْعَدْلِ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَظُنَّ بِأَحَدٍ خَيْراً مَا لَمْ يَعْلَمْ ذَلِكَ مِنْهُ.

 

الساىسة: التکبر و الغرور.(غرور شخصیه الانسان)  (غرور العلم) (غرور الخطابه)

السابعة:  عدم مَعرِفَةُ الزَّمانِ

من العناصر التی لها دور فی نجاج العمل التبلیغی و فشله و بالتالی فی نجاح المبلغ و عدم ابتلائه بالآفات، عنصر الزمان و معرفه المبلغ بالنسبه الیه.

تعتبر معرفة مقتضيات الظرف الزماني والمكاني من الأركان العلميّة للتبليغ . وهذا يعني أنّ المبلّغ لا يستطيع بدون هذه المعرفة وضع خطّة صحيحة تلبّي متطلّبات التبليغ الناجح.

فلابد و ان يكون الملبغ عارفا بزمانه و زمان مخاطبيه حتي يكون مبلغا ناجحا و موفقا و عمله التلبيغي عملا موثرا في المجتمع.

قال الإمام عليّ عليه السّلام : النّاسُ بِزَمانِهِم أشبَهُ مِنهُم بِآبائِهِم .

يعني كما ينبغي للانسان ان يعرف ابيه فيجب عليه ان يعرف زمانه.

عنه عليه السّلام : حَسبُ المَرءِ . . . مِن عِرفانِهِ عِلمُهُ بِزَمانِهِ .

قال الإمام الصادق عليه السّلام : العالِمُ بِزَمانِهِ لا تَهجُمُ عَلَيهِ اللَّوابِسُ.

قال الإمام الهادي عليه السّلام ـ في جَوابِ ابنِ السِّكّيتِ عَن عِلَّةِ بَعثِ موسى بِالعَصا ويَدِهِ البَيضاءِ وآلَةِ السِّحرِ ، وبَعثِ عيسى بِآلَةِ الطِّبِّ ، وبَعثِ مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وعَلى جَميعِ الأَنبِياءِ ، بِالكَلامِ وَالخُطَبِ ـ :

إنَّ اللهَ لَمّا بَعَثَ موسى عليه السّلام كانَ الغالِبُ عَلى أهلِ عَصرِهِ السِّحرَ ، فَأَتاهُم مِن عِندِ اللهِ بِما لَم يَكُن في وُسعِهِم مِثلُهُ ، وما أبطَلَ بِهِ سِحرَهُم ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم .

وإنَّ اللهَ بَعَثَ عيسى عليه السّلام في وَقتٍ قَد ظَهَرَت فيهِ الزَّماناتُ وَاحتاجَ النّاسُ إلَى الطِّبِّ ، فَأَتاهُم مِن عِندِ اللهِ بِما لَم يَكُن عِندَهُم مِثلُهُ ، وبِما أحيا لَهُمُ المَوتى ، وأبرَأَ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ بِإِذنِ اللهِ ، وأثبَتَ بِهِ الحُجَّةَ عَلَيهِم .

وإنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلّى الله عليه و آله في وَقتٍ كانَ الغالِبُ عَلى أهلِ عَصرِهِ الشعر.

يعني ان الله تعالى استفاد في ارساله الرسل و تبليغه الانبياء ايضا معرفة الزمان.

 

الثامنة: عدم الاطلاع علي الاوضاع الاجتماعية و المعلومات الاجتماعية:

المبلغ الناجح هو الذي يمتلك إلى جانب المعلومات الدينية، معلومات حول الأعمال الاجتماعية والسياسية‘  لأن القيام ببعض هذه الأعمال من دون علم ومعرفة يؤدي إلى الفشل.
ينبغي على المبلغ أن يكون كما كان مولاه أمير المؤمنين عليه السلام عارفاً بالمسائل السياسية المحيطة طبق الظروف الخاصة بكل زمان. يقول الإمام عليه السلام: "والله لا أكون كالضبع تنام على طول اللّوْم حتى يصل إليها طالبها ويختلها راصدها. وهذا يعني ضرورة أن أمتلك المعلومات اللازمة فلا يمكن حينها لشيء أن يغافلني.

 

التاسعة: عدم الاهتمام بوحده اعضاء المجتمع و الانس و الالفه بینهم:

من جملة الوظائف على المبلغ في المجتمع، ايجاد الاتحاد و التعاون والانس والالفة بين الناس.

وكما نعلم فإن بعض الخلافات تنشأ بين المجموعات في المجتمع أو المدن أو القرى ومن أبرز مظاهر هذه الخلافات، السياسية والحزبية. و هنا يأتي دور المبلغ الذي يجب أن يمتلك الدراية الكاملة لحل كافة هذه الاختلافات من دون أن ينتسب إلى أي حزب أو قبيلة.

على المبلغ أن يكون كالخيط الذي يجمع حبات المسبحة المتفرقة مع احتفاظه بهويته وحقيقته.

يتحدث الإمام عليه السلام حول هذا الموضوع من المبلغ: ومكان القَيّم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمه فإن انقطع النظام تفرق الخرز وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبداً.

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: