نسخة الموبایل
www.tabatabaey .com
بيان ممثل ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي دام ظله في سورية حول شهادة ثلة من المؤمنين في الفوعة وكفريا 21 رجب 1348 هـ
رقم المطلب: 287 تاریخ النشر: 21 رجب 1438 - 12:10 عدد المشاهدة: 635
أخبار خاصة » عام
بيان ممثل ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي دام ظله في سورية حول شهادة ثلة من المؤمنين في الفوعة وكفريا 21 رجب 1348 هـ

بيان ممثل ولي أمر المسلمين سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي دام ظله  في سورية

حول شهادة ثلة من المؤمنين في الفوعة وكفريا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن تاريخ الظالمين والبغاة يتجلى على الدوام بلونه الأسود وظلامه الدامس، وفي مثل هذه الأجواء الداجية والمظلمة  نتوقع كل جناية وجريمة.

وقد كانت البشرية ولا تزال تشهد في جميع أطوارها المختلفة وقوع جنايات كثيرة على أيدي العتاة والمجرمين.

قد نجد حيناً أن جناية فرعون تميط اللثام عن وجهه، وقد يُبدي التاريخ في حين آخر الحجاج بن يوسف يداً للإجرام، وقد يرتكب يزيد المجرم فاجعة قتل الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام في أرض كربلاء، فتبقى في خَلَد الإنسانية لهولِها وعظمتِها.

غير أن المقطع الأخير من تاريخ المسلمين المعاصر يرفل بجنايات غطّت وجه الجناة والمجرمين في التاريخ الغابر.

ولا شك أن قتل أكثر من مائة إنسان من أهالي الفوعة وكفريا المظلومين ينوف عدد الأطفال منهم على النصف إبّان خروجهم من الحصار الخانق لأكثر من سنتين لَهُوَ من أكبر الجنايات التاريخية للإرهابيين الذين غَدوا باسم الإسلام فتنة عمياء للإسلام.

إن هذه الجناية لا يمكن إدراجها في أي قالب، لا في قالب الإنسانية ولا في قالب المروءة والشهامة ولا في قالب الإسلام الرحيم، ولا يمكن لهذه الجناية إلا أن تصنف في قالب يزيد واليزيدين وتُنعت به،  لأن إحراق الأطفال في الخيام لم يَرِد إلا في قاموس يزيد، واليوم نشهد إحراق أطفال الفوعة وكفريا في الباصات على أيدي الإرهابيين الجاحدين، ولا نشهد مثل هذا الإحراق إلا في ثقافتهم الخبيثة.

إلا أن الأدعى للأسف من كل ذلك هو سكوت دعاة حقوق الإنسان الذين يجيزون لأنفسهم التعدي على أي بلد متوسلين بذرائع شتى، ويختبرون فيه أقوى قنابلهم ، ثم يصفونه بـ >محاربة الإرهاب< كذباً وافتراء، لكنهم عند وقوع جريمة إحراق أكثر من مائة إنسان لا ينبسون بجملة واحدة.

أيها الغربيون ! أيها الاستكبار العالمي ! يا من تدَّعون أنكم حماة حقوق البشر ولكنكم في الواقع حماة الإرهابيين المجرمين فلتعلموا أنكم تتحملون مسؤولية هذه المجازر والجرائم، وعليكم أن تقفوا في محكمة الوجدان الإنساني وتتحملوا مسؤولية دماء هؤلاء الشهداء؛ لأنه بدعمكم وتأييدكم ارتكب التكفيريون والإرهابيون هذه الجرائم المعادية للإنسانية.

ونشير إلى مسألة أهم وهي أن بعض الجاهلين يقومون بتحليل هذه الحوادث تحليلا طائفياً ويسعون -غير مدركين ولا مهتمّين- إلى إذكاء نار الخلافات المذهبية بين الشيعة والسنة فيتّهمون الإخوة من أهل السنة، أو يحرّضون الشيعة على أهل السنة، وهذا العمل يحقق تماماً أمنية العدو.

ولهذا فإنني إذ أندّدُ بهذه الفاجعة الإنسانية العظيمة وأتقدم بالعزاء إلى عوائل الشهداء وأتمنى الشفاء والسلامة للجرحى أؤكد على اجتناب كل كلام أو سلوك يصبّ في تأجيج الخلافات المذهبية؛ لأن الحرب والأزمة في سورية ليست طائفية ولا مذهبية ولم تكن كذلك، وإن أفراد الشعب في هذا البلد يتعايشون فيما بينهم وستتشابك أيديهم وينتقمون لدماء الشهداء من التكفيريين والإرهابيين.

 

السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري

ممثل الإمام الخامنئي دام ظله في سورية

 

يوم العشرين من شهر رجب الأصب

1438 هـ . ق



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: