نسخة الموبایل
www.tabatabaey .com
درس خارج الفقه-الشبهات الفقهیه والمسایل المستحدثه - فقه النیروز
رقم المطلب: 258 تاریخ النشر: 26 جمادي الثاني 1438 - 04:04 عدد المشاهدة: 2748
دروس بحث الخارج » الشبهات الفقهیه والمسایل المستحدثه
درس خارج الفقه-الشبهات الفقهیه والمسایل المستحدثه - فقه النیروز

 

فقه النیروز

النيروز بين مشروع و سنه و بدعه

ان البحث عن النيروز يحتوي علي مباحث متنوعه:

منها: البحث عن تعيين يوم النيروز.

حسب ما ورد في كلمات علماء التاريخ والهيئه والفقه وايضا حسب ما ورى في الاخبار والنصوص يجد الانسان ان النيروز يطلق على عده ايام منها نيروز الفرس و نيروز السلطان و نيروز الملك والمهرجان و نيروز الخليفه ببغداد و....و تعيينه  ليوم واحد و تفسير المراد مما ورد في الروايات يجتاج الي بحث بالتفصيل الذي لاتسعه هذه المقاله و لاجل انه بحث اختصاصي يرتبط ببعض العلوم غير الفقه نظير علم الهيىئه و غيره لا ندخل في هذه الجهه من البحث و نتركها الي موضعها.

و في ذلك قال ابن فهد الحلي في مهذب البارع: يوم النيروز يوم جليل القدر، وتعيينه من السنة غامض ، مع أن معرفته أمر مهم من حيث تعلق به عبادة مطلوبة للشارع ، والامتثال موقوف على معرفته ، ولم يتعرض لتفسيره أحد من علمائنا. المهذب البارع  ج 1 - شرح ص 191.

و قال الشيخ الانصاري في كتابه المكاسب:

النيروز : معرب (نوروز) الفارسية، بمعنى اليوم الجديد، وهو اليوم الأول لشهر (فروردين) أول شهور السنة بالتاريخ الهجري الشمسي، المصادف لأول فصل الربيع. وهو أكبر الأعياد الوطنية في إيران . المكاسب ج 6 ص 331.

و من الواضح ان النيروز الذي نبحث عنه فقهيا في هذا المجال هو اول يوم من سنه الفرس و سنه الايراني.

و منها: البحث عن تاريخه و آدابه .

و منها: البحث عن مشروعيته و عدمه فقهيا.

و منها: البحث عن اعمال ذلك اليوم و كيفيه اتيانه.

و منها: البحث عن الروايات والاحاديث بخصوص النيروز.

و منها: البحث عن الرواه و الرجال الذين روا بعض الروايات و النصوص الوارده في خصوصا النيروز كمعلي بن خنيس و غيره.

ان الفقهاء قد تعرضوا لهذه المساله في ابواب شتى من الفقه كابواب الطهاره, باب الاغسال المندوبه الزمانيه, و ابواب الصلاه, باب الصلوات المندوبه الزمانيه و ابواب الصوم, باب الصيام المندوبه, و ابواب المعاملات, باب البيع المؤجل الذي اجلها النيروز, و كابواب الهديه, و غيرها.

و اما نحن لاجل ان نشتغل بالفقه فالاحسن في هذا الموضوع ايضا العنايه بجهه فقه النيروز, فلذلك نبدا فيما نحن فيه اولا بذكر اقوال الفقهاء في خصوص النيروز فنقول: اول من تعرض من القدماء للنيروز و لبيان بعض الاعمال الخاصه بهذا اليوم الشيخ الطوسي في كتابه مصباح المتهجد و لكن لاجل انا نتابع الموضوعات و المسايل حسب كتاب تحرير الوسيله و حسب راي السيد الامام الخميني نبدء اولا بذكر كلمات الامام ره في تحرير الوسيله ثم بذكر ما قاله الشيخ الطوسي.

فقد تعرض السيد الامام للنيروز وفقا لساير الفقهاء في ابواب متعدده:

منها كتاب الطهاره فقال ضمن الاغسال المندوبه:

ومنها ليلة النصف من شعبان ، ومنها يوم المولود، وهو السابع عشر من ربيع الأول ، يؤتى به رجاء، ومنها يوم النيروز ، ومنها... تحرير الوسيلة ج 1  ص 99.

و في كتاب الصوم و في بيان الصوم المنىدوب: ومنها يوم النيروز..... تحرير الوسيلة ج 1  ص 303.

المتامل فيما قاله الامام في الاغسال المندوبه يجد انه ره قال باتيان الغسل في يوم المولود و يوم النصف من شعبان رجاء و اما في يوم النيروز فقال باستحبابه.

و اما الشيخ الطوسي:

محمد بن الحسن في ( المصباح ) عن المعلى بن خنيس ، عن مولانا الصادق ( عليه السلام ) في يوم النيروز قال : إذا كان يوم النيروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك ، وتطيب بأطيب طيبك ، وتكون ذلك اليوم صائما ، فإذا صليت النوافل والظهر والعصر فصل بعد ذلك أربع ركعات ، تقرأ  في أول كل ركعة فاتحة الكتاب، وعشر مرات ( إنا أنزلناه في ليلة القدر )، وفي الثانية فاتحة الكتاب وعشر مرات (قل يا أيها الكافرون) ، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وعشر مرات (قل هو الله أحد) ، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وعشر مرات المعوذتين ، وتسجد بعد فراغك من الركعات سجدة الشكر ، وتدعو فيها يغفر لك ذنوب خمسين سنة.

و بعده كثير من الفقهاء خصوصا من المتاخرين قد تعرضوا لبيان هذه المساله و اليك نص بعض الاقوال:

قال العلامه الحلي في عداد اغسال المندوبه:

مسألة : ويستحب الغسل ليلة الفطر وأول ليلة من شهر رمضان ......ويوم التروية ويوم النيروز للفرس . منتهى المطلب  ج 1  ص 130.

و قال ابن فهد الحلي ايضا:

ومثل غسل يوم النيروز ، نيروز الفرس ومستنده رواية المعلى بن الخنيس ، وذكره الشيخ في مختصر المصباح ، و يستحب فيه الصيام وصلاة أربع ركعات بعد صلاة الظهرين ، ويسجد بعدها ويدعو بالمرسوم ، يغفر له ذنوب خمس سنين.

المهذب البارع  ج 1 - شرح ص 191.

 

 

قال المحقق البحراني:

ومنها اي من الاغسال المندوبه:  الغسل يوم النيروز لما رواه الشيخ في المصباح عن المعلي بن خنيس عن الصادق ( عليه السلام ) قال ......و اشار الي الروايه  بتمامها و الي ما قاله ابن فهد في بيان يوم النيروز. الحدائق الناضرة ج 4 ص 212.

و اما صاحب الجواهر فقى تعرض للنيروز بالتفصيل فقال:

وأما غسل يوم النيروز فعلى المشهور بين المتأخرين بل لم أعثر على مخالف فيه لخبر المعلى بن خنيس عن الصادق ( عليه السلام )  المروي عن المصباح ومختصره " إذا كان يوم النيروز فاغتسل " إلى آخره .

وفي خبره الآخر عن الصادق ( ع )  المروي على لسان الشيخ الجليل الشيخ أحمد بن فهد في مهذبه حكاه في المصابيح ، وهو طويل قد اشتمل  على ذكر أمور عظيمة قد وقعت في هذا اليوم.... جواهر الكلام  ج 5  ص 41.

قال الشيخ الانصاري في كتاب الطهاره:

ومنها غسل يوم النيروز كما عن المصباح والجامع وهو على المشهور بين المتأخرين كما قيل والمستند فيه رواية لمعلى بن خنيس..... و اشار الانصاري في ذلك الي الروايه المفصله التي ذكرها ابن فهد الحلي و صاحب الجواهر.... كتاب الطهارة (ط.ق) للشيخ الأنصاري  ج 2  ص 328.

و قال السيد اليزدي في الاغسال المندوبه:

الحادي عشر : يوم النيروز . العروة الوثقى  ج 2  ص 152.

و في بيان الصوم المندوب:

ومنها : ما يختص بوقت معين وهو في مواضع:... ومنها : يوم النيروز . ومنها : صوم رجب وشعبان كلا أو بعضا ولو يوما من كل منهما.

العروة الوثقى ج 3  ص 658.

 

قال السيد الخوئي:

( مسألة 341 ) : هذه الأغسال قد ثبت استحبابها بدليل معتبر والظاهر أنها تغني عن الوضوء ، وهناك أغسال أخر ذكرها الفقهاء في الأغسال المستحبة ، ولكنه لم يثبت عندنا استحبابها ولا بأس بالاتيان بها رجاء ، وهي كثيرة نذكر جملة منها:... الغسل يوم النيروز ، وأول رجب ، وآخره ، ونصفه ، ويوم المبعث وهو السابع والعشرون منه. منهاج الصالحين ج 1 ص 94.

قال السيد الگلبايكاني في بيان الاغسال المندوبه:

ومنها : غسل يوم النيروز. هداية العباد  ج 1ص 94.

 قال السيد الامام الخامنئي :

س 390 : ما هو رأي سماحتكم في عيد النيروز ، هل هو ثابت شرعا كعيد يحتفل فيه المسلمون كعيد الفطر وعيد الأضحى ، أم أنه فقط يوم مبارك كأيام الجمعة مثلا وغيرها من المناسبات ؟

ج : لم يرد نص معتبر على كون النيروز من الأعياد الدينية أو من الأيام المباركة شرعا بالخصوص ، إلا أنه لا بأس بالاحتفالات والزيارات فيه .

س 391 : هل صحيح ما روي عن يوم النيروز وفضله وأعماله ؟ وهل يجوز الاتيان بتلك الأعمال ( صلاة كانت أو دعاء أو . . . ) بقصد الورود ؟

ج : قصد الورود في تلك الأعمال محل تأمل واشكال ، نعم لا بأس بالاتيان بها رجاء المطلوبية . أجوبة الاستفتاءات ج 2  ص 130.

قال السيىد السيستاني:

1628 . السؤال : ما هو رأي الدين في عيد النيروز ؟

الجواب : لم يرد في الروايات ما يدل على أنه عيد ولكن ورد في بعضها ما يستفاد منها أهمية هذا اليوم .

السؤال : هل يعد اعتبار النيروز عيدا من البدع في الدين ؟

الجواب : لا يعد بدعة . استفتاءات  ص 412 413.

فتلخص ان النيروز من الموضوعات المشهوره بين الفقهاء و المحدثين روايه و فتوي خصزصا بين المتاخرين و لاخلاف في ذلك الا ان الخلاف في تعيين يومه و تعيين الاعمال المخصوصه في هذا اليوم و انها هل يجوز اتيانها بقصد الورود او لابد ان تكون بقصد رجاء المطلوبيه؟

 

الادله في المقام:

بعد ان ذكرنا النيروز و ذكرنا تعرض الفقهاء له في ابواب شتي من الفقه كابواب الطهاره و الصلاه و الصوم و التجاره كبيع الموجل و ذكرنا اقوال الفقهاء في ذلك فقد تلخص مما ذكرناه ان النيروز من حيث اصل المساله و من حيث الاقوال و تعرض الفقهاء مشهور و معرف و خصوصا بين المتاخرين منهم كانه اجماعي لاخلاف فيه.

وانما الخلاف في فروع المساله و في كيفيه النظر الي النيروز و في اتيان اعمال ذلك اليوم بقصد الورود او بقصد رجاء المطلوبيه!

فاذا كان كذلك فلابد للفقيه من ذكر الادله و كيفه الاستدلال.

فنقول: ان الادله في ذلك حسب الفحص منحصر في الاخبار الوارده بخصوص النيروز, و اكثر الاخبار قد رواها الشيخ الحر العاملي في كتابه الوسايل في ابواب شتي ايضا كابواب الصلاه و ابواب الصوم و ابواب الهديه و غيرها.

والعمده في ذلك ايضا خبر معلي بن خنيس الذي رواه الشيخ في المصباح عَنْ مَوْلانَا الصَّادِقِ (ع) فِی یَوْمِ النَّیْرُوزِ قَالَ: إِذَا کَانَ یَوْمُ النَّیْرُوزِ- فَاغْتَسِلْ وَ الْبَسْ أَنْظَفَ ثِیَابِکَ وَ تَطَیَّبْ بِأَطْیَبِ طِیبِکَ وَ تَکُونُ ذَلِکَ الْیَوْمَ صَائِماً فَإِذَا صَلَّیْتَ النَّوَافِلَ وَ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ فَصَلِّ بَعْدَ ذَلِکَ أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی أَوَّلِ کُلِّ رَکْعَةٍ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ- وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ- وَ فِی الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ- وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ یَا أَیُّهَا الْکَافِرُونَ- وَ فِی الثَّالِثَةِ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ- وَ فِی الرَّابِعَةِ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ- وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ الْمُعَوِّذَتَیْنِ- وَ تَسْجُدُ بَعْدَ فَرَاغِکَ مِنَ الرَّکَعَاتِ سَجْدَةَ الشُّکْرِ وَ تَدْعُو فِیهَا یُغْفَرُ لَکَ ذُنُوبُ خَمْسِینَ سَنَة.

اقول: ان اكثر الفقهاء القائلين باستحباب الغسل و الصوم و الصلاه في يوم النيروز قد استدلوا على الحكم بروايه معلي بن خنيس المتقدم ذكره, و لكن الروايه كما تعرفونها مرسله معلي بن خنيس.

و ان كان الامر في المعلي ايضا مردد بين الضعف و الثقه كما قال النجاشي بضعفه و لكن الشيخ الطوسي عده في كتابه الغيبه في السفراء الممدوحين، ثمّ  الكشّي ذكر في ترجمة الرجل روايات، بعضها مادحة وبعضها ذامّة.

و لكن هناك نقاط مهمه بخصوص روايه المعلى:

الاولى: ان هذا الحديث رواه الشيوخ الثلاثه الاكابر للاماميه و هم الكليني و الصدوق والطوسي و عاده الصدوق في الفقيه في ذكر الاحاديث انه اذا قال مباشره مثلا قال الامام .......فمقصوده الاعتماد عليه, فلذلك يبدل عنوان الحديث بجوازم الصدوق, فكانه على يقين انه صدر من الامام(ع) فعليهذا رتبه هذا الحديث في مرتبه اقوي من المرسل و لكن ليس بحد يوجب جبر ضعف السند.

الثانيه: ان خبر المعلي و ان كانت مرسله و لكن قد عمل بها و افتي بها المشهور من الفقهاء المتاخرين و حتي يمكن ان يقال بان كافه المتاخرين قد عملوا بها و افتوا بها, فصارت الروايه معموله بها و اتصفت بشهره فتوائيه بين المتاخرين. و هذا ايضا و ان لم نقل بان الشهره الفتوائيه من المتاخرين كان جابرا لضعف السند و لكن هذه الشهره توجب ايضا تاييدا للخبر.

الثالثه: مضافا الى دلاله هذا الخبر , ايضا هناك روايات و احاديث اخري يمكن الاستدلال بها لاثبات النيروز فنذكر منها:

منها روايه رواها عن المعلى بن خنیس أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِی کِتَابِ الْمُهَذَّبِ حیث قَالَ: حَدَّثَنِی السَّیِّدُ الْعَلامَةُ بَهَاءُ الدِّینِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْمُعَلَّى بْنِ خُنَیْسٍ عَنِ الصَّادِقِ (ع): أَنَّ یَوْمَ النَّیْرُوزِ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی أَخَذَ فِیهِ النَّبِیُّ (ص) لأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (ع) الْعَهْدَ بِغَدِیرِ خُمٍّ- فَأَقَرُّوا لَهُ بِالْوَلایَةِ فَطُوبَى لِمَنْ ثَبَتَ عَلَیْهَا وَ الْوَیْلُ لِمَنْ نَکَثَهَا.

وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی وَجَّهَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص) عَلِیّاً- إِلَى وَادِی الْجِنِّ وَ أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِیقَ وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی ظَفِرَ فِیهِ بِأَهْلِ النَّهْرَوَانِ- وَ قَتَلَ ذِی الثَّدْیَةِ .

وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی فِیهِ یَظْهَرُ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ وُلاةَ الاَمرِ وَ یُظْفِرُهُ اللَّهُ بِالدَّجَّالِ- فَیَصْلِبُهُ عَلَى کُنَاسَةِ الْکُوفَةِ-

وَ مَا مِنْ یَوْمِ نَیْرُوزٍ إِلا وَ نَحْنُ نَتَوَقَّعُ فِیهِ الْفَرَجَ لاَنَّهُ مِنْ أَیَّامِنَا حَفِظَهُ الْفُرْسُ وَ ضَیَّعْتُمُوهُ .

ثُمَّ إِنَّ نَبِیّاً مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ یُحْیِیَ الْقَوْمَ الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیَارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ صُبَّ عَلَیْهِمُ الْمَاءَ فِی مَضَاجِعِهِمْ فَصَبَّ عَلَیْهِمُ الْمَاءَ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَعَاشُوا وَ هُمْ ثَلَاثُونَ أَلْفاً فَصَارَ صَبُّ الْمَاءِ فِی یَوْمِ النَّیْرُوزِ سُنَّةً مَاضِیَةً لَا یَعْرِفُ سَبَبَهَا إِلَّا الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ وَ هُوَ أَوَّلُ یَوْمٍ مِنْ سَنَةِ الْفُرْسِ- قَالَ الْمُعَلَّى وَ أَمْلَى عَلَیَّ ذَلِکَ فَکَتَبْتُ مِنْ إِمْلَائِه‏.مستدرك الوسايل: 6352 ح 1.

هذا الحديث مضافا الي انه مرسل و ضعيف من جهه السند و لايجوز الاستدلال به, هو يحكي لنا و يبين اهميه ذلك اليوم و بانه مصادف لبعض الوقائع و الحوادث المهمه في التاريخ و نحن ايضا نعترف بانه هذه الوقايع الواقعه فيه تدل علي اهميه ذلك اليوم و لكن يحتمل ان التقارن بين هذه المناسبات امر اتفاقيا و لا يكون عن عله و حكمه خاصه.

و منها ما رواه الشيخ الصدوق في الفقيه مرسلا:

وَ أُتِيَ عَلِيٌّ ع بِهَدِيَّةِ النَّيْرُوزِ فَقَالَ ع مَا هَذَا قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمُ النَّيْرُوزُ فَقَالَ ع اصْنَعُوا لَنَا كُلَّ يَوْمٍ نَيْرُوزاً. الفقيه: 3300 ح 4073.

و في روايه قال:  نیرزونا کلُّ یوم. الفقيه: 3300 ح 4073.

و في روايه اخري عن دعائم الاسلام :

انَّهُ أُهْدِيَ إِلَيْهِ فَالُوذَجٌ فَقَالَ(ع): مَا هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمُ نَيْرُوزٍ.

قَالَ(ع): فَنَيْرِزُوا إِنْ قَدَرْتُمْ كُلَّ يَوْمٍ يَعْنِي تَهَادَوْا وَ تَوَاصَلُوا فِي اللَّهِ.

فلابد لنا ان نقف عند هذه الروايات وقفه يسيره و هي اولا انها تحكي لنا بنفسها ان اليوم النيروز كان معروفا بين الناس و الناس يعرفونه  يتلقونه بعنوان يوم مهم و مبارك و من عادتهم ارسال الهدايا الي كل من كان بينهم و بينه علاقه و محبه, فلذلك ارسلوا الي امير المومنين بعض الهدايا.

و ثانيا: ان امير المومنين(ع) ما نهاهم عن ذلك العمل و ما تكلم أمامهم بكلمه تدل على ذم ما فعلوا, و من المعلوم والواضح اذا كان عند الامام ملاحظة بالنسبه الي ذالك اليوم او ذلك العمل في ذلك اليوم فعليه ان يبينه و لم يبنه, و عدم البيان من الامام في ذلك دليل على تقرير من الامام لذلك اليوم و ذلك العمل و لاشك في ان تقرير الامام حجه.

و لكن كل ذلك علي فرض صحه الحديث و امكان الاعتماد عليه.

 

التعرض الى الدليل المخالف:

و اما في مقابل هذه الاحاديث و الروايات روايه و حديث عن الامام الكاظم(ع) الدال علي النهي عن التعيد في يوم النيروز و هو الذي رواه ابن شهر أشوب السروي المازندراني في المناقب.

نقل ابن شهر آشوب فی المناقب و قال: حکی أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر بالجلوس للتهنئة فی یوم النیروز و قبض ما یحمل إلیه فقال (ع): إنی قد فتشت الأخبار عن جدی رسول الله (ص) فلم‏ أجد لهذا خبرا و إنه سنة للفرس و محاها الإسلام و معاذ الله أن نحیی ما محاه الإسلام.

فقال المنصور: إنما نفعل هذا سیاسة للجند فسألتک بالله العظیم إلا جلست فجلس و دخلت علیه الملوک و الأمراء و الأجناد یهنئونه و یحملون إلیه الهدایا و التحف...

اما ان هذا الحديث اولا كان مرسلا نظير ما ورد بخلافه, فهذا بالنسبه الي سند الخبر.

و اما بالنسبه الى دلاله الخبر فهو ساكت عما نحن فيه لان فيه الاشاره من الامام الي المنصور في عدم جلوس الخليفه لاخذ الهدايا بعنوان سيره مستمره من الحكام و خلفاء و هذا امر خاص و نهى عنه الامام(ع) مستندا الي عدم وصول الامام الي روايه صحيحه, و مقصود الامام من (فلم اجد لهذا) لهذا الجلوس لأخذ الهدايا, و المقصود (انه سنه للفرس) اي ان جلوس الخليفه في هذا اليوم لاخذ الهدايا سنه للفرس.

و اما بالنسبه الي اصل هذا اليوم اي النيروز هل هو بدعه ام لا فليس فيه شيء يدل عليه.

و اما حمل الروايه على التقيه كما قاله بعض فهو احتمال بعيد في اشد البعد.

لانه الخليفه اصر على الجلوس و جلس الامام (ع) و لكن الحديث على خلاف راي الخليفه فاذا لايمكن حملها على التقيه.

مضافا الى ان في مقابل هذا الخبر , خبر ابراهيم الكرخي الذي روي عنه الحسن بن محبوب و كان من اصحاب الاجماع عن الامام الصادق(ع) الذي يدل على جواز اخذ الهديه في يوم النيروز.

محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وأحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الرجل تكون له الضيعة الكبيرة فإذا كان يوم المهرجان أو النيروز أهدوا إليه الشئ ليس هو عليهم يتقربون بذلك إليه؟

فقال: أليس هم مصلين؟

قلت: بلى. قال : فليقبل هديتهم وليكافهم فإن رسول الله (ص) قال : لو أهدي إلي كراع لقبلت وكان ذلك من الدين ولو أن كافرا أو منافقا أهدى إلي  وسقا ما قبلت وكان ذلك من الدين ، أبى الله عز وجل لي زبد المشركين والمنافقين و طعامهم. الكافي  ج 5 ص 141.

فعليهذا مخالفه روايه ابن شهراشوب لايضر فيما نحن فيه.

 

التحقيق و القول المختار:

و بعد هذه الموارد و الايرادات في الحديث المخالف, نقول: لو لم نقل بانه مبتلى باشكالات المذكوره فلابد لنا ان نقول بالتعارض بينه و بين خبر المعلى بن خنيس. و بين خبر ابراهيم الكرخي .

ففي ذلك ايضا نقول: بعدم تحقق التعارض بينهما لانه اولا كلاهما مرسل و خبر واحد و ليس بمستفيض حتى يمكن الاعتماد عليه بدون ذكر السند, فاذا هما ليسا بحجه شرعيه تدل على شي من الامور الشرعيه.

و اذا كان كذلك لايتحقق التعارض لان التعارض بين الحجتين و لا بين اللاحجتين, يعني لاتعارض بين لاحجه و لاحجه اخري.

فنحن نبقي بلا دليل من الطرفين من النفي والايجاب و لابد ان نرجع في البحث الي اطلاقات الادله ان كان موجوده و الا فلا.

و لكن لايخفى ان لخبر المعلى بشان النيروز بعض الترجيحات من الشهره الفتوائيه لانه معمول به و شهره النقل في المصادر المعتبره, فاذا لا يمكن مقاومه ما روي في المناقب لابن شهر شوب تجاه خبر المعلى بن خنيس.

و حتى لو لم نقل بترجيح خبر معلى بن خنيس علي خبر ابن شهر اشوب فبالنتيجه لابد ان نقول بالتعارض و التساقط فنبقى في مساله النيروز بلا دليل خاص من الطرفين ايجابيا و سلبيا.

و بعد ذلك نحن نجد في بعض الروايات ما يدل على عدم جواز امحاء كل سنه كانت قبل الاسلام و قبل نزول الاسلام بل مادام لم تكن فيها شيء من المنكر الاساسي في الاسلام لايجوز مخالفتها بل يجوز تاييدها, لانه ليست ببدعه بل كان امرا مباحا جائزا.

نجد في نهج البلاغه في رسالة الامام علي(ع) الي مالك الاشتر انه كتب اليه:...

ولاتنقُض سُنّةً صالحةً عَمِل بها صدور هذه الأمة واجتمَعت بهاالاُلفة وصَلَحَث عليها الرّعيّة ولا تُحدِثَن ّ سنّةً تَضُرّ بشيء من ماضى تلك السُّنَن فيكون الاجرُ لمن سنّها والوِزر عليك بما نَقَضتَ منها.

فيظهر ان النيروز من السنن الموجوده قبل الاسلام و بعد نزول الاسلام لم نعثر على دليل يمنع عنه و لايوجد نهي عنه, و واضح ان عدم الدليل على المنع, دليل على الجواز, فاحياء هذا اليوم بعنوان واحد من الاعياد الوطنية لا باس بها و ليست ببدعه و ليست سنه من سنن المجوس, بل يمكن ان نستفيد من تقرير الاسلام و تقرير الامام امير المومنين (ع) و غيره انه من السنن الامضائيه في االاسلام, و ايضا لاباس باحيائها.

هذا بالنسبة الى اصل النيروز و احيائه بعنوان العيد و اما بالنسبه الى اتيان اعمال هذا اليوم فلم يثبت عندنا استحبابه شرعا بدليل مقبول, فلذلك الاتيان بالاعمال كالغسل و الصلاه و الصوم بقصد الورود لايخلوا من اشكال, و اما الاتيان بقصد رجاء المطلوبيه فلا باس به.



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: