نسخة الموبایل
www.tabatabaey .com
المقابلله مع القناه الفضاءيه في سوريه
رقم المطلب: 234 تاریخ النشر: 04 جمادي الثاني 1438 - 23:09 عدد المشاهدة: 1408
مقابلة » عام
المقابلله مع القناه الفضاءيه في سوريه


1-          ما هو دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن المقاومة الإسلامية؟ ولأي هدف كان هذا الدفاع؟

الجواب: في البداية تحياتي لكم ولجميع الإخوة والأخوات المشاهدين الكرام، وأشكركم على دعوتي واستضافتي في قناتكم المحترمة.

في بداية الكلام لا بد أن ننوِّه إلى أن المقاومة والدفاع عن المقاومة واحد من الأصول الأصيلة للحضارة الإسلامية والفكر التوحيدي، وقد أكدت الأديان السماوية على ذلك، وحثّت الناس وأتباع الأديان وشجعتهم عليها.

والحكمة في ذلك هي أن انتصار الشعوب والأمم لا يكون إلا بالمقاومة والثبات والنضال، الثبات في طريق الحق، والثبات في مواجهة الباطل.

إن الثورة الإسلامية في إيران وببركة القيادة الحكيمة للإمام الخميني الراحل + آتت أكلَها في هذه الأيام، وقدمت للعالَم عموماً والعالم الإسلامي على وجه خاص أهمَّ ثمارها وهي الجمهورية الإسلامية.

إن المبدأ الأهم الذي أكد عليه الإمام الخميني الراحل هو أن على الشعب مقاومة أطماع الأعداء والمنتهزين لفرصة التسلط على الشعوب، فرفع رضوان الله تعالى عليه شــِعار: لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية.

ومقاومة الشعب في إيران للعدو هو الشِعار  الذي أطلقه الإمام الراحل رحمه الله.

ثم وسَّع من دائرة هذا الشِعار وأكد على الدفاع عن المقاومة في جميع بلاد العالم، وهذا الشِعار والبيان الصادر عن الإمام كان الباعثَ على اندلاع مقاومة الشعوب وغليانها في كثير من البلدان، ولا يخفى أن المقاومة في لبنان كانت السرَّ الأساسَ في انبعاث المقاومة في البلاد الأخرى، وهي وإن سُمِّيَت بـ حزب الله إلا أنها لا تختص به.

وفي هذا العصر نشهد انتفاضاتٍ ومقاومةً نابعةً من عمق الشعوب، وهذا ما نشاهده اليوم في البلد الحبيب والعزيز سورية حيث رأينا مقاومة الشعب والدولة في مقابل فتنة الغرب وشيطنة أمريكا وخُبث إسرائيل، وهذا بلا ريب من بركات فكر الإمام الراحل وبطولة وثبات الشعب السوري ودولته المقاومة.

ولهذا فإن الاستراتيجية المهمة للجمهورية الإسلامية في العالم هي مؤازرة أي مقاومة ضد الاستكبار والشيطان الأكبر والصهيونية الغاشمة. مقاومة الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل، حزب الله في لبنان، مقاومة الشعب العزيز في سورية، مقاومة شعب البحرين، والمقاومة في اليمن، والمقاومة في العراق...

2-          الحرب النفسية وطرق مواجهتها:

نلاحظ على مر التاريخ أنه عندما يكون العدو في ضعف وتزلزل ولا يريد أن يعترف ويُقِرَّ بذلك يلجأ إلى الحرب النفسية ونشر الشائعات وبثِّها، وهو يقوم بذلك متظاهراً بالمظلومية.

ولهذا ينبغي أن نلفت الأنظار إلى أن اللجوء إلى الشائعات ونشر الأضاليل والأكاذيب هو مؤشر على ضعف العدو وعجزِه، وغايةُ العدو من ذلك أن يخدع عوامَّ الناس إلا أن الشعب الواعي قد تعرَّف على وجهه الحقيقي ولم يَخْفَ عنه نفاقُه وتغييرُ جلده.

هذا العدو يريد أن يغير محور حركة الشعوب ويوجِّهَ المقاومة إلى جهة منحرفة وجهة مغايرة.

إن سياسة العدو في نشر الشائعات هو طريق من الطرق التي تحرف الشعب عن المحور الأصلي وتجعل اهتمامَه ينصَبُّ على مسائلَ جانبية ومشاكلَ فرعية، وهذا يشكّل خطراً كبيرا على شعب المقاومة.

إن الإمامَ الخمينيَّ الراحلَ قد أكد على أن المسألة المهمة للشعوب الإسلامية اليوم هي فلسطين إلا أن العدو يختلق الفتنة ويفتعل الأزمات بين الشعوب الإسلامية ليحرف الأمة وقادتها والنُّخبَ إلى المسائل والمشاكل الفرعية.

والسبيلُ الناجع والمؤثر لمواجهة هذا الخطر هو:

أولاً: تمييز كلمات العدو الخادعة والمسمومة، واكتشاف آلات خداع وحربه، وهذا ما عبَّر عنه الإمام الخامنئي بـ "البصيرة" و "زيادة البصيرة والوعي".

وبعبارة مختصرة: أن يكون الشعب شعباً واعياً ويَقِظاً.

العدو يطمع أن يكون الشعب غافلاً وغارقا في الجهل حتى يستثمر هذه الغفلة لمنافعه ويسخرَّها لمصالحه.

ثانياً: الحفاظ على وحدة الشعب في كل بلد، فعلى جميع الأحزاب والتيارات أن تواجه العدو في ظل حكومة واحدة وعَلَم واحد وتحت راية واحدة، وأن يقاوموا جميعا متحدين لا متفرقين إلى أعلام ورايات مختلفة واتجاهات متفرقة.

إذا كانت فلسطين واحدة ولبنان واحداً  وسورية واحدة فعند ذلك يتحقق النصر، فحيثما امتزجت المقاومة مع الاتحاد فعلينا أن ننتظر النصر الإلهي، والنصر قريب.

إننا نلاحظ في الآونة الأخيرة أن العدو يسعى نحو إيجاد الاختلاف بين الشعوب الإسلامية بوجه خاص، وشعوبِ محور المقاومة بشكل عام، وحاول ذلك في شعب سورية، ولكن بحمد الله شهدنا ملحمةَ صمود الشعب السوري ضد التكفيريين وكانت حماسية وناجحة، وقطعتْ على العدو أملَ الوصول إلى أهدافه، وأوقعته في اليأس.

ونقول بعبارة واضحة: إن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية مقابل الحرب النفسية والإعلامِ المضلِّل ونشرِ الشائعات والأباطيل مثل: حقوق الإنسان، الإرهاب، التشدد والإفراط،  إن موقف الجمهورية الإسلامية هو احتضان المقاومة في هذه الشعوب والدفاع عنها ضد الاستكبار والصهيونية، وبالطبع مع التأكيد على أن الجمهورية الإسلامية لا تتدخل في جميع أراضيها، كما لا تتدخل في تعيين مصيرها ورسم مستقبلها.

إن الجمهورية الإسلامية كانت ولا تزال تدافع عن الشعوب والأنظمة الشرعية في البلدان المقاومة والمناهضة للاستكبار، ولم تتردد في عملها هذا أبداً، وهي لن تُساومَ أيَّ عدو على مبدئها في الدفاع عن المقاومة وشعوبها.



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: